بقلم: وائل هزازي، مهندس أنظمة أول، «نوتانيكس»
لا أحدا يدرك متى وأين سيصل بنا عالم المدن والأجهزة الذكية إلى مستويات الكتلة الحرجة، في حين أن إنترنت الأشياء (IoT) يتصاعد حجمًا بشكل متنامي.
ربما يرجع ذلك إلى أننا ما زلنا في مرحلة الصعود بمنحنى النمو للدالة الأسية التي تصف مسار التطور الهائل في هذا القطاع حيث تتعاظم معدلات نموه بصورة صادمة رغم البداية التي كانت تبدو بطيئة.
ولكن نظرًا للزخم المحيط بثراء انترنت الاشياء وطبيعة الحوسبة، ويعتقد ان الوقت الحالي هو الانسب لنا للتفكير في كيفية تشغيل ودعم وتعزيز الحوسبة الطرفية عبرالأجهزة، ولكن لماذا الحال كذلك؟
لنبدأ بتوضيح بسيط لا يزال الكثيرون في حيرة من أمرهم. نتحدث عن أن إنترنت الأشياء يتكون من الأجهزة القائمة في مواقع بعيدة يتحكم بها عن بعد (وبعضها غبر مسافات قصيرة) حول العالم. كما أن أجهزة الاستشعار، وأجهزة قياس الزوايا، والكاميرات، والمقاييس، وكل أنواع الأجهزة الإلكترونية المتصلة هي العنصر الخلاق لما يسمى إنترنت الأشياء.
كذلك العمليات الحاسوبية التي تحدث على أجهزة إنترنت الأشياء هي ما يمنحنا ميزات الحوسبة المتطورة. ورغم أن العديد من الناس ما زالوا يستخدمون كلا المصطلحين بالتبادل، فإن هذا ليس مفيدًا دائمًا.
ايقاع الحركة: مع التحرك نحو وضع الحوسبة خارج اطر البيئات الطرفية، فإن هناك هجرة منظمة ملحوظة بعيدًا عن قطاع الاعمال والتي تعتمد موسع واحد حوسبي سحابي هجين مركزي لجميع احتياجات الحوسبة الخاصة بها. وصفت المستشارة الرئيسية في شركة الأبحاث والاستشارات ISG، “أناي ناواثي”،
هذا الانجراف بأنه “ايقاع الحركة” وهي حقيقة تجعل الشركات تعمل على نطاق أكثر تنوعًا، في المزيد من المواقع – والأهم من ذلك – في وضع تحتاج إلى استخدام مجموعة موسعة من خدمات الحوسبة السحابية عبراكثر من مزود للخدمة (CSP).
مرة أخرى، نحتاج إلى طرح سؤال مباشر، وهو “لماذا؟” تحتاج المؤسسات إلى اعتماد الخدمات عبر مجموعة أكبر من مراكز البيانات بناءً على موقعها الفعلي في الحوسبة الطرفية.
فأننا نلاحظ ان هناك عوامل مثل زمن الوصول، وتمييز الخدمة، ولوائح الامتثال للبيانات المحلية تلعب دورًا محوريا، كما هو الحال في الفرص الواضحة والبسيطة.
لكن تشغيل عدة حالات حوسبة سحابية لخدمة متطلبات الحوسبة الطرفية يعني بنى تحتية متعددة، وتكوينات متعددة، وأحمال عمل متعددة – وعادةً – يمثل ضغطا على إدارة الأنظمة المتعددة.
كما كنا صريحين منذ بداية هذه الموضوع، فلنستمر على نفس المنوال، أي أن الطريقة الأكثر حكمة وكفاءة إنتاجية لتحقيق إدارة للحوسبة السحابية المختلطة لسيناريوهات الحوسبة الطرفية هي اعتماد منصة البنية الأساسية المتقاربة (HCI).
ولأن البنية الأساسية المتقاربة تجمع بين “عائلة” او باقة من التقنيات – بما في ذلك خادم الحوسبة وقواعد التخزين والشبكات – في منصة واحدة محددة بالبرمجيات، فلا يمكن المبالغة في مدى ملاءمتها لبيئات الحافة التي أصبحت الآن معقدة بشكل متزايد وتستهلك الكثير من الموارد.
عناصر الحوسبة الطرفية: قبل أن نعود إلى دعم البنية الأساسية، دعونا نفكر في الطريقة التي تعمل بها الحوسبة الطرفية على تنويع أحمال العمل وتمييزها. نحن نعلم أن بعض عمليات النشرعبر الحوسبة الطرفية ستكون مستقلة بشكل أساسي مع اتصال محدود للغاية بمركز البيانات وبعضها سيتصل بشكل متكرر بالمركز الأم والأجهزة الأخرى.
وعلى الرغم من أن هناك انماطا من الحوسبة الطرفية قد تكون بدائية وأساسية للغاية، فإن نسبة متزايدة منها ستتعامل الآن مع أحمال العمل المهمة للأعمال على الاجهزة الطرفية.
وبتوسيع نطاق هذه الفكرة إلى ما يشمل طبقة البيانات نفسها، فإننا نعلم أن بعض حالات الحوسبة الطرفية ستحتاج إلى معالجة وادارة بيانات حساسة أو منظمة. ومع امتداد عبء إدارة تكنولوجيا المعلومات المتمثل في الحوكمة والامتثال والأمن حاليا خارج جدران المقر الرئيسي للمؤسسة، فإن الحوسبة الطرفية تتطلب نهجًا أكثر شمولاً وهجينًا للأمن الرقمي.
تشكل هذه العوامل نقطة نفاذ رئيسية لما يمكننا أن نطلق عليه نموذج التشغيل السحابي الشامل، وهو نهج مصمم للمساعدة في إدارة التطبيقات والبيانات عبر البيئات، بما في ذلك حالات السحابة العامة المتعددة، عبر الخوادم المحلية وفي جميع مراكز البيانات المستضافة ونقاط النهاية الطرفية.
مستوى تحكم واحد: نظرًا لأن الحوسبة الطرفية عبر إنترنت الأشياء تعد الان عنصرا هاما وركيزة من الدرجة الأولى في نسيج خدمات التطبيقات والبيانات الإجمالية لمؤسسة اعمال، فنحن بحاجة إلى تعزيز مكانتها بحيث تصنف جنبًا إلى جنب كأساسيات مع جميع تدفقات العمل وتدفقات البيانات الأخرى.
على سبيل المثال، إذا كان أحد المتاجر الكبرى أو متاجر الأزياء أو المرآب التي تعمل عبر مواقع متعددة (وهذا هو حال معظمها)، وإذا تم القيام بتشغيل أحمال عمل الحوسبة الطرفية لمتابعة الكاميرات الأمنية أو نظم قياس عدد الخطوات أو مراقبة أجهزة نقاط البيع. يصبح وجود مستوى تحكم واحد قادر على إدارة كل هذه النقاط المنتشرة المختلفة أمرًا ضروريًا.
إذا اتبعت نفس المؤسسات نهجًا أكثر تفصيلاً لإدارة الحوسبة الطرفية يتميز بتدابيرجزئية غير منهجية يتم اتخاذها على مدى محدد وفترات زمنية، فإن نظم تكنولوجيا المعلومات الناتجة عن هذا النهج سيميزه جزر من البنية الأساسية. عبر هذه الجزر، نجد خوادم ومستودعات تخزين وعناصر اتصال الشبكات ووظائف مثل النسخ الاحتياطي يتم توفيرها جميعًا من قبل مزودي خدمة مختلفين.
في النهاية، ستحتاج أي منظمة تعمل على هذا المستوى إلى توحيد البنية الأساسية وإدارة التطبيقات على منصة واحدة. من خلال القضاء على وجود وحدات تحكم إدارة متعددة من خلال نهج قائم على HCI، يمكن لهذه الشركات تحقيق البساطة والمرونة والقابلية للتوسع السريع.
وجهة نظر «نوتانيكس»: إذا سمحت لي بتقديم بعض الآراء التي تنبع من التطورات الملحوظة التي تشهدها منصتنا الخاصة في هذا المجال، فقد عملنا بجد لتعزيز أهمية البنية الأساسية المتقاربة واحتياجنا إليها لمدة عقد ونصف. كما شهد هذا العام شراكتنا مع شركة “سيسكو” الذي توج بالتكامل مع البنية الأساسية للحوسبة والشبكات المُدارة بواسطة SaaS (نظام الحوسبة الموحدة) ومنصة عمليات الحوسبة السحابية Cisco Intersight.
إن حوامل وشفرات خوادم “سيسكو” تمكن العملاء من تشغيل منصة «نوتانيكس» للحوسبة السحابية حاليا بكل اريحية، وهو ما يعني انهم يستفيدون من حلول متكاملة ومُثبتة كليا تم ترويجها وبنائها وإدارتها لتدعم بشكل شامل الحصول على تجربة سلسة من البداية إلى النهاية.
تتوافق هذه الشراكة الرئيسية بشكل مباشر مع حالات الاستخدام التي تمتد إلى معظم أنواع الحوسبة السحابية الهجينة والتي تمتد إلى الحوسبة السحابية المحلية والعامة والحوسبة الطرفية، وتتمكن من ذلك عبر توفير قوة محرك البنية الأساسية بمستوى غير مسبوق.
مع توسع تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في الوقت الحالي وزيادة مساحة النشر للحوسبة الطرفية، كما قلنا في البداية، فإن هذا القطاع مهيأ تماما للنمو المتسارع.
نحن نعلم أن منهجية البنية التحتية المتقاربة (HCI) لديها القدرة على توفير نموذج تشغيل حوسبي سحابي شامل عبر كل موارد الحوسبة التي يمكن تصورها، مما يعني أننا سنكون قادرين على دفع الدفة إلى أبعد ما يمكننا أن نحلم به.