تعد المياه الساحلية للمملكة العربية السعودية موطنًا لمجموعة متنوعة من النظم البيئية البحرية، وتدعم مصائد الأسماك الحيوية وصناعة السياحة المتنامية،
كل ذلك في حين تستضيف التنوع البيولوجي البحري الحيوي، بما في ذلك الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية وغابات المنغروف.
ومع التأثير المتزايد لتغير المناخ والنشاط البشري، أصبح حماية هذه النظم البيئية أولوية وطنية، حيث تتخذ المملكة خطوات واسعة للحفاظ على تراثها الطبيعي وتعزيزه.
يعد البحر الأحمر من جواهر التاج البحري للمملكة العربية السعودية، حيث يضم أكثر من 1000 نوع من الأسماك ونحو 265 نوعًا من الشعاب المرجانية.
ولا يعد هذا النظام البيئي حيويًا لسبل العيش المحلية والممارسات التقليدية فحسب، بل إنه أيضًا أحد أكثر المناطق تنوعًا بيولوجيًا في العالم.
البيئية الساحلية للبحر الأحمر، بما في ذلك الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وأشجار المانجروف، توفر قيمة اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة”.
“ومن الناحية الاقتصادية، تعد هذه النظم البيئية ضرورية لمصائد الأسماك المحلية والسياحة وحماية السواحل،
وتلعب دوراً رئيسياً في دعم سبل العيش المحلية وتوليد الإيرادات التي تساهم في نمو الاقتصاد السعودي.
“من الناحية الاجتماعية، توفر هذه النظم البيئية الأمن الغذائي وفرص العمل والمساحات الترفيهية للمجتمعات المحلية.
“ومن الناحية الثقافية، يعد التنوع البيولوجي البحري في البحر الأحمر جزءًا لا يتجزأ من تراث المملكة، حيث يجذب السياحة البيئية ويوفر للزوار فرصة للتفاعل مع بيئة طبيعية فريدة من نوعها.
“إن حماية هذه النظم البيئية تضمن الحفاظ على التنوع البيولوجي مع دعم السياحة المستدامة ومصائد الأسماك التي ستستمر في إفادة الأجيال القادمة.”
من السمات المميزة للشعاب المرجانية في البحر الأحمر قدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، وهي الصفة التي تمنح الأمل للجهود العالمية لحماية الشعاب المرجانية في مواجهة ارتفاع درجة حرارة المحيطات.
وعلى النقيض من المناطق الأخرى حيث تستسلم الشعاب المرجانية لظواهر التبييض بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر، فإن الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر تتمتع بقدرة غير عادية على تحمل الحرارة.
ولا تجعل هذه المرونة هذه الشعاب المرجانية حيوية للتنوع البيولوجي البحري فحسب، بل تجعلها أيضًا نموذجًا محتملًا لمشاريع تجديد الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
ويهتم علماء البحار بشكل خاص بدراسة هذه الشعاب المرجانية لاكتشاف سبب ازدهارها في الظروف الأكثر دفئًا وكيف يمكن تطبيق هذه السمات على الشعاب المرجانية الأكثر ضعفًا في أماكن أخرى.
مبادرة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لا تهدف فقط إلى تنويع الاقتصاد، بل تهدف أيضًا إلى خلق مستقبل مستدام يوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة. ومن بين جوانبها الدفع نحو السياحة العلاجية، التي تسعى إلى جذب الزوار مع ضمان الحد الأدنى من التأثير البيئي.
يوفر ساحل المملكة على البحر الأحمر، بمياهه النقية وشعابه المرجانية المزدهرة، إمكانات هائلة للسياحة الصديقة للبيئة، حيث يجذب الغواصين والباحثين ومحبي الطبيعة على حد سواء.
تسير السياحة البيئية والحفاظ على البيئة البحرية جنبًا إلى جنب، حيث تساعد حماية التنوع البيولوجي البحري في الحفاظ على مناطق الجذب التي يأتي السياح لتجربتها.
ومن الأمثلة الساطعة على التزام المملكة بالحفاظ على البيئة البحرية شركة “ريد سي جلوبال“، وهي شركة سعودية تقود تطوير مشاريع السياحة الفاخرة المستدامة – وهي مشروع أمالا والبحر الأحمر – والتي تشكل محور أجندة رؤية 2030.
ومن بين المكونات الحيوية الأخرى لجهود المملكة العربية السعودية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية المسح البيئي الذي أجرته شركة RSG العام الماضي، والذي غطى 250 كيلومترًا من الساحل.
وكان هذا المسح واحدًا من أكبر المسوحات من نوعه التي أجرتها شركة تطوير، وقد قدم رؤى لا تقدر بثمن حول صحة النظم البيئية المحلية.