شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا رقميًا ملحوظًا في جميع القطاعات، حيث تم توحيد الأهداف ضمن أحد أبرز مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.
يتم ذلك من خلال تعزيز الاقتصاد الرقمي ودمج التكنولوجيا في مختلف المجالات، بما يتماشى مع تطلعات الدولة نحو اقتصاد مزدهر ويساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين. وقد حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا في مجال التحول الرقمي خلال السنوات الخمس الماضية،
مما أتاح فرصًا جديدة لتعزيز التنمية الرقمية. وتشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة المالية إلى تأثير الاقتصاد الرقمي المتزايد على الناتج المحلي الإجمالي، حيث سجلت المملكة نموًا في الناتج المحلي الإجمالي من القطاع الرقمي بنسبة تتجاوز 7% في العام الماضي، مما يعكس دوره المتزايد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة.
أما “القمة العالمية للبروبتك“، فهي حدث عقاري تقني دولي يُعقد في الرياض، ويجمع بين أصحاب المصلحة في القطاع العقاري المحلي والدولي. تهدف القمة إلى وضع القطاع العقاري السعودي في مقدمة الأسواق العقارية العالمية من حيث استخدام التقنية، وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار في هذا المجال.
تساهم القمة العالمية للبروبتك في تشكيل مستقبل القطاع العقاري من خلال تعزيز التعاون الدولي، وتعزيز الممارسات المستدامة، وتحديد الحلول المبتكرة. كما تعمل على تحفيز الاستثمار الأجنبي وتعزيز الابتكار والتواصل،
وتحديد الاتجاهات وقيادة الفكر، بالإضافة إلى خلق فرص لتطوير الأعمال والشراكات وتعزيز أفضل الممارسات والاستدامة. وتؤكد القمة على أهمية اعتماد الممارسات المستدامة وتنفيذ مبادئ ESG (البيئية والاجتماعية والحوكمة) في استخدام التقنيات العقارية.
تشير أحدث البيانات والمؤشرات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة لعام 2024 إلى أن المملكة العربية السعودية قد حققت المركز الأول في المنطقة في مؤشر الخدمات الرقمية (OSI)، والمركز الثاني في مجموعة العشرين، والرابع عالمياً، حيث ارتفعت 28 مرتبة منذ عام 2022. وفي مؤشر الخدمات الرقمية المحلية لمدينة الرياض (LOSI)،
احتلت المملكة المركز الأول في مجموعة العشرين، والأول في المنطقة، والثالث عالمياً، مقارنة بالمركز 33 في عام 2022. أما في المؤشر العام (EGDI)، فقد جاءت المملكة في المركز الأول في المنطقة، والثاني في مجموعة العشرين، والسادس عالمياً، مقارنة بالمركز 31 في عام 2022.
يُعتبر مركز بروبتك السعودية مبادرة أطلقتها الهيئة العامة للعقار، حيث يعمل كمركز تمكين يهدف إلى خدمة جميع المهتمين بالتقنية العقارية سواء من داخل المملكة أو خارجها. يقدم المركز مجموعة من الخدمات التي تسهم في تعزيز قدرات المعنيين في القطاع العقاري، مما يساهم في رفع كفاءته ويجعله القناة الرئيسية للابتكار في التقنيات العقارية بالمملكة.
يتوقع أن يسهم مركز بروبتك السعودية في تحقيق أهداف الرؤية والاستراتيجية العامة للقطاع العقاري، بالإضافة إلى تحسين التصنيفات العالمية للتقنيات العقارية، مثل مؤشر التنافسية الرقمي ومؤشر الموهبة. كما يسعى المركز إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار والاستثمار في مجال العقار، وزيادة نسبة الناتج المحلي الإجمالي من الإيرادات غير النفطية.
ويعمل على إصدار الأنظمة والتشريعات التي تدعم المبتكرين والشركات الناشئة، وتوفير بيئة مرنة مع الشركاء لاختبار النماذج المبتكرة، وخلق شركات ناشئة مبتكرة في مجالات التقنية العقارية.