تسعى المملكة العربية السعودية إلى ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للسياحة الصحية والعافية، من خلال العمل على تطوير مرافق الرعاية الصحية المتخصصة والمنتجعات الصحية لجذب الزوار الدوليين.
في معرض الصحة العالمي الذي أقيم في الرياض في الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر، شارك الدكتور سعد باسلوم، مستشار برنامج تحول القطاع الصحي في المملكة، برؤى قيمة حول الأهمية المتزايدة للمملكة العربية السعودية في مجال السياحة العلاجية.
وشارك بسلوم في جلسة في المنتدى بعنوان “فرص الاستثمار في السياحة العلاجية والاستشفاء في المملكة العربية السعودية”، حيث ناقش مكانة المملكة كدولة رائدة في السياحة العلاجية العالمية.
وفي معرض إبرازه للتقدم الذي أحرزته المملكة، قال : “إن وزارة الصحة السعودية تعمل بنشاط على تحويل نظام الرعاية الصحية من خلال تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص ودمج الطب التكميلي في الرعاية الصحية السائدة. والآن أصبحت الوخز بالإبر والطب العشبي من المكونات الرئيسية في تقديم الرعاية الشاملة”.
وأوضح باسلوم أن هذا التكامل يجعل المملكة العربية السعودية وجهة تقدم تجربة سياحية صحية شاملة، غنية بالعادات والتقاليد العريقة في البلاد.
ومن الأمثلة البارزة على عروض السياحة الصحية الجديدة في البلاد مشروع أمالا، وهو مشروع صحي فاخر على ساحل البحر الأحمر، ومن المقرر أن تكتمل المرحلة الأولى منه بحلول عام 2025.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع بـ 11 مليار ريال سعودي (2.9 مليار دولار) في الاقتصاد ويخلق 50 ألف فرصة عمل.
ويُعد مهرجان العلا للصحة والعافية مبادرة رئيسية أخرى، حيث يروج للسفر الصحي. ويقام المهرجان سنويًا في أحد أكثر المواقع التراثية شهرة في المملكة العربية السعودية، العلا، ويركز على الصحة البدنية والعقلية من خلال ممارسات الشفاء القديمة وجلسات اليوغا والتأمل وغيرها من الأنشطة.
وتحدث باسلوم عن السياق الثقافي الفريد الذي يجعل المملكة العربية السعودية متميزة: “إن ما يميز التجربة العاطفية وربما يخلق الرغبة بين زوار السياحة العلاجية هو طبيعة وروح المملكة.
“إن هذا الإرث عبر الأجيال المتعاقبة في تاريخ هذه المنطقة… هو ما يخلق الرغبة والصورة التي تتشكل في أذهاننا عندما نريد تجربة شيء ما أو نريد زيارة بلد ما.”
إن مزيج التقاليد والخبرة الطبية الحديثة يجذب المرضى الدوليين الذين لا يسعون إلى العلاج فحسب، بل أيضًا إلى إيجاد اتصال مفيد مع الثقافة.
تشكل الاستدامة حجر الزاوية في استراتيجية السياحة العلاجية في المملكة العربية السعودية. وأوضح باسلوم كيف تعطي المملكة الأولوية للممارسات الصديقة للبيئة: “الاستدامة عنصر أساسي في استراتيجية السياحة العلاجية في المملكة العربية السعودية.
“من خلال إعطاء الأولوية للممارسات الصديقة للبيئة في المرافق الصحية، تهدف المملكة إلى تقليل بصمتها البيئية مع تقديم رعاية استثنائية.
“ويمتد هذا الالتزام إلى استخدام العلاجات العشبية، والتي تتوافق مع الممارسات المستدامة من خلال الترويج للعلاجات الطبيعية الفعالة والمحترمة للبيئة.”
وأكد أيضًا على أهمية الخدمات الصحية الرقمية التي تقلل من احتياجات السفر وتدعم الاستدامة البيئية.
وأضاف أن “دمج حلول الصحة الرقمية، مثل التطبيب عن بعد وخدمات الصحة الإلكترونية، يدعم أهداف الاستدامة بشكل أكبر. وتعمل هذه الابتكارات على تقليل الحاجة إلى السفر، وخفض الانبعاثات الكربونية، وجعل الرعاية الصحية أكثر سهولة في الوصول إليها”.
وأضاف أن البنية التحتية للرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية تلعب أيضاً دوراً محورياً.
وأضاف باسلوم أن “التزام المملكة بتحقيق الاعتماد الدولي لمرافقها الصحية يضمن أنها تلبي معايير الجودة الصارمة”.
“ويعمل هذا الالتزام على تعزيز جاذبية المملكة كوجهة للمرضى الدوليين الذين يبحثون عن خدمات رعاية صحية موثوقة وعالية الجودة.”
وتعمل المملكة بشكل نشط على بناء شراكات في قطاع الرعاية الصحية والسياحة وغيرها من القطاعات لتعزيز تجربة الزائر.
وأضاف بسلوم أن “منشآت مثل مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الملك فيصل التخصصي في طليعة تقديم خدمات الوخز بالإبر والطب العشبي، بدعم من ممارسين مؤهلين يلتزمون بمعايير تنظيمية صارمة”.
وبينما تواصل المملكة توسيع عروضها في مجال الرعاية الصحية، يشعر باسلوم بالتفاؤل بشأن المستقبل: “تحظى السياحة الطبية والعافية في المملكة العربية السعودية بدعم من شبكة متنوعة من الشركاء، بما في ذلك مؤسسات الرعاية الصحية البارزة ووكالات السفر، مما يعزز تجربة الزائر الشاملة ويبرز المملكة كوجهة للعافية الشاملة”.