You are currently viewing الدكتور مينا يوحنا: أفكار ترامب تضر بصورة أمريكا عالميًا وتخلق أزمات جديدة
الدكتور مينا يوحنا: أفكار ترامب تضر بصورة أمريكا عالميًا وتخلق أزمات جديدة

الدكتور مينا يوحنا: أفكار ترامب تضر بصورة أمريكا عالميًا وتخلق أزمات جديدة

كتبت: مروة حسن

أكد الدكتور مينا يوحنا، رئيس منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير بأفكاره وأطروحاته وتصريحاته ضجيجًا واسعًا، يبدو أنه يعجبه، بغض النظر عن اتساق ذلك مع التوجهات الدولية أو التزامات بلاده من عدمه، مما يُسبب اهتزازًا في الصورة العامة للولايات المتحدة، التي طرحت نفسها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كدولة راعية للسلام ومروجة لقيم الحرية وحقوق الإنسان.

وأضاف: “ترامب يتحدث في كل مناسبة، وأحيانًا بلا مناسبة، ليصنع أزمات، ويُثير الجدل، ويلفت الأنظار، لكنه في المقابل يُكلف بلاده موجات من اللعنات والكراهية والنفور العام لدى شعوب العالم شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، خاصة أن معظم تصريحاته لا تستند إلى قيم، ولا ترتكز على مبادئ العدل أو الإنصاف أو أي أساس أخلاقي أو قانوني”.

وأوضح أن طرح ترامب الغريب واللامنطقي لتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويلها بعد ذلك إلى منتجع سياحي فاخر، يُظهر تجاهله التام لحق البشر في أرضهم التي ولدوا وعاشوا عليها، أو إرادتهم في تقرير مصائرهم، أو حتى لما نصت عليه القوانين والاتفاقات الدولية.

وتابع قائلًا: “ظهر ترامب مثيرًا للاشمئزاز وهو يتحول إلى عصا تهديد لإرهاب كل من يحاول الوقوف أمام الجرائم الإسرائيلية، فيُهدد محكمة العدل الدولية، ويحرض لإنزال العقوبات عليها، في سابقة منفردة في التاريخ الحديث، تكشف بوضوح انحيازه الأعمى وسياساته التي تتحدى القيم والمواثيق الدولية”.

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست دونالد ترامب، لأنها لم تكن من قبل جو بايدن، أو باراك أوباما، أو غيرهما من الرؤساء، فالرئيس في أمريكا ليس الحاكم المطلق، بل تخضع علاقاتها مع باقي دول العالم لمؤسسات دستورية، ولقوانين دولية، وإن كانت تتأثر أحيانًا بتوجهات الرئيس، لكنها لا تتحدد بناءً عليها وحدها.

ومع ذلك، استمرت حلقات التعاون والاتصال بين مصر والولايات المتحدة، عبر العلاقات الدبلوماسية، والتعاون الاستراتيجي، وشراكات القطاع الخاص في كلا البلدين، مما يجعلها أعمق من أفكار طارئة وغير منطقية لرئيس لا يمتلك كافة السلطات، ويخضع في النهاية لتصورات المؤسسات العريقة التي تحكم السياسة الأمريكية.

وأضاف: “البعض أبدى قلقًا تجاه وصول رئيس تابع للحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض، وهذا في غير محله، لأن فوز جو بايدن لم يكن خسارة لمصر أو العالم العربي، كما لم يكن فوز دونالد ترامب من قبل انتصارًا، فالعلاقات الدولية لا تُقاس بفوز شخص أو خسارته، بل تحكمها المصالح والمنافع المشتركة، وفق أسس استراتيجية طويلة الأمد”.

وشدد على أن مصر تظل دولة محورية في الشرق الأوسط، بتأثيرها الجيوسياسي شديد الأهمية، حيث لا يُمكن لأي دولة في العالم العبث بخريطة المنطقة بعيدًا عن مصر، وسياساتها، وتصوراتها، وما تمارسه من دور عظيم بحكم التاريخ والجغرافيا.

كما أكد أن مصر تمتلك مركزًا اقتصاديًا مهمًا، بفضل سوقها الكبير الذي ينفتح على عدد من الأسواق الكبرى عبر اتفاقات تجارة حرة، تجعل منها بوابة اقتصادية إقليمية ودولية.

واختتم الدكتور مينا يوحنا حديثه قائلًا: “حفظ الله مصرنا الحبيبة، قيادة وشعبًا، وبارك في خطاها تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية”.

اترك تعليقاً