يُصاب معظم الناس بالصدفية قبل تشخيص إصابتهم بالتهاب المفاصل الصدفي بعدة سنوات
متابعة جمال علم الدين
التهاب المفاصل الصدفي هو نوع من التهاب المفاصل يؤثر على بعض مرضى الصدفية، وهو مرض تظهر خلاله بقع حمراء على الجلد، تعلوها قشور فضية.
ويُصاب معظم الناس بالصدفية قبل تشخيص إصابتهم بالتهاب المفاصل الصدفي بعدة سنوات. ولكن بالنسبة للبعض تبدأ مشكلات المفاصل قبل ظهور البقع الجلدية، أو في نفس الوقت.
آلام المفاصل وتيبُّسها وتورُّمها هي العلامات والأعراض الرئيسية لالتهاب المفاصل الصدفي. ويمكن أن تؤثر على أي جزء من الجسم، بما في ذلك أطراف الأصابع والعمود الفقري، ويمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة نسبياً. بالنسبة لكل من الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي، يمكن أن يتقلب حال المريض بين فترات تَفاقُم وفترات هدوء.
لا يوجد دواء يشفي التهاب المفاصل الصدفي، لكن هناك علاجات تهدف للسيطرة على الأعراض والوقاية من تضرر المفاصل. وإذ تُرك دون علاج، فإن التهاب المفاصل الصدفي يمكن أن يؤدي إلى الإعاقة.
التهاب المفاصل الصدفي والصدفية من الأمراض المزمنة التي تتفاقم بمرور الوقت. ومع ذلك، قد يمر المريض بفترات تتحسن فيها الأعراض، أو تختفي مؤقتاً.
يمكن أن يصيب التهاب المفاصل الصدفي أحد جانبي الجسم أو كليهما. وغالباً ما تتشابه العلامات والأعراض بين التهاب المفاصل الصدفي، والتهاب المفاصل الروماتويدي. يسبب كلا المرضين ألم المفاصل وتورمها وشعوراً بدفئها عند لمسها.
يُحتمل أن يسبب التهاب المفاصل الصدفي أيضاً ما يلي:
- تورم أصابع اليدين والقدمين. يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الصدفي انتفاخات مؤلمة في أصابع اليدين والقدمين.
- ألم القدم. يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الصدفي أيضاً ألماً في النقاط الواصلة بين العظام والأوتار والأربطة؛ خاصةً في الجزء الخلفي من العقب (التهاب وتر العرقوب)، أو في أخمص القدمين (التهاب اللفافة الأخمصية).
- آلام أسفل الظهر. يصاب بعض الأشخاص بحالة تسمى التهاب الفقار نتيجة لالتهاب المفاصل الصدفي. يؤدي التهاب الفقار بشكل رئيسي إلى التهاب المفاصل بين فقرات العمود الفقري والمفاصل الواقعة بين العمود الفقري والحوض (التهاب المفصل العجزي الحرقفي).
- تغيرات في الأظافر. يمكن أن تتفتت الأظافر، أو تنفصل عن قاعدتها، أو تتشكل فيها انبعاجات صغيرة (حفر).
- التهاب العين. يمكن أن يسبب التهاب عنبية العين تشوش الرؤية وألم العين واحمرارها. إذا لم يُعالجَ التهاب عنبية العين، فقد يؤدي إلى فقدان البصر.
يحدث التهاب المفاصل الصدفي، عندما يهاجم جهازُ المناعة الخلايا والأنسجةَ السليمة. تسبب الاستجابة المناعية التهاب المفاصل، بالإضافة إلى فرط إنتاج خلايا الجلد.
ويبدو أن للعوامل الجينية والبيئية دوراً في استجابة الجهاز المناعي. لدى العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي سيرة مرضية عائلية، تشمل الإصابة بالصدفية أو التهاب المفاصل الصدفي. اكتشف الباحثون علامات جينية معينة تبدو مرتبطة بالتهاب المفاصل الصدفي.
قد تؤدي الإصابات الجسدية أو بعض المسببات الموجودة في البيئة المحيطة؛ مثل العدوى الفيروسية أو البكتيرية، إلى الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي لدى الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي لمثل هذه الحالة.
العلاج
لا يوجد دواء يشفي التهاب المفاصل الصدفي، لذا يركز العلاج على السيطرة على التهاب المفاصل المصابة لمنع العجز الحركي وألم المفاصل وللسيطرة على حالة الجلد. ومن أكثر العلاجات شيوعاً أدوية تُصرف بوصفة طبية تسمى مضادات الروماتويد المعدِّلة لسير المرض (DMARDs).
سيعتمد العلاج على مدى خطورة المرض والمفاصل المتأثرة به. قد يضطر المريض إلى تجربة علاجات مختلفة قبل أن يجد علاجاً يوفر له الراحة.
الأدوية
تشمل الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الصدفي ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية أن تخفف الألم، وتقلل الالتهاب لدى المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي الخفيف. ومن أنواعها المتاحة دون وصفة طبية إيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي وغيرهما) ونابروكسين الصوديوم (أليف). وتتوفر أنواع أقوى متاحة بوصفة طبية. يمكن أن تشمل الآثار الجانبية تهيّج المعدة ومشاكل القلب وتضرر الكبد والكلى.
- مضادات الروماتويد التقليدية المعدِّلة لسير المرض (DMARDs) يمكن لهذه الأدوية أن تبطئ تطور التهاب المفاصل الصدفي، وتنقذ المفاصل والأنسجة الأخرى من التلف الدائم. ويُعتبر ميثوتريكسات (مثل تريكسال وأوتريكساب وغيرهما) من أكثرها شيوعاً. وتشمل الأدوية الأخرى ليفلونوميد (أرافا) وسولفاسالازين (أزولفيدين). يمكن أن تشمل الآثار الجانبية تضرر الكبد، وكبت نخاع العظم، والتهاب الرئتين وتندبّهما (التليف).
- الأدوية الحيوية. هذه الأدوية من فئة مضادات الروماتويد المعدِّلة لسير المرض (DMARD)، وتَستهدف مسارات مناعية مختلفة، وهذه الأدوية معروفة أيضاً باسم معدِّلات الاستجابة الحيوية. ومن أمثلة الأدوية الحيوية أداليموماب (هيوميرا) وسرتوليزوماب (سيمزيا) وإيتانرسبت (إنبريل) وجوليموماب (سيمبوني) وإنفليكسيماب (ريميكاد) وأوستكينيوماب (ستيلارا) وسيكيوكينيوماب (كوسينتيكس) وإيكسيكيزوماب (تالتز) وجوسلموماب (تريمفايا) و أباتاسيبت (أورينسيا). يمكن أن تزيد هذه الأدوية من خطر الإصابة بالعدوى.
- مضادات الروماتويد الاستهدافية المركبة المعدِّلة لسير المرض قد يُستخدم توفاسيتينيب (زيلجانز) إذا لم يستفد المريض من مضادات الروماتويد التقليدية المعدِّلة لسير المرض والأدوية الحيوية. قد تزيد جرعات توفاسيتينيب المرتفعة من خطر حدوث التجلطات الرئوية والسرطان بالإضافة لحالات قلبية خطيرة.
- أدوية جديدة تؤخذ عن طريق الفم. يقلل أبريميلاست (أوتيزلا) من نشاط إنزيم يتحكم في النشاط الالتهابي داخل الخلايا. يُستخدم دواء أبريميلاست للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي الخفيف إلى المتوسط الذين لا يرغبون في التداوي بمضادات الروماتويد التقليدية المعدِّلة لسير المرض أو الأدوية الحيوية، أو لا يمكنهم التداوي بها. تشمل الآثار الجانبية المحتملة الإسهال والغثيان والصداع.
العلاجات
قد يفيد العلاج الطبيعي والمهني في تخفيف الألم وتسهيل أداء المهام اليومية. ينبغي أن يطلب المريض من الطبيب أن ينصحه ببعض المراكز التي تقدم مثل هذه الخدمات. قد يفيد العلاج بالتدليك أيضاً في تخفيف الألم.
الإجراءات الجراحية وغيرها من الإجراءات
- حُقَن الستيرويد. يمكن أن يؤدي الحَقن في المفصل المصاب إلى تقليل الالتهاب.
- جراحة استبدال المفصل. يمكن استبدال بعض المفاصل المتضررة بشدة من التهاب المفاصل الصدفي بمفاصل اصطناعية من المعدن والبلاستيك.