الدورة الأولى للمجلس الوزاري لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر تقر الهيكل التنظيمي والسياسات الداخلية واعتماد قرارات رئيسة لإطلاق مرحلة التنفيذ
أكدت المملكة العربية السعودية، على أهمية تعزيز العمل الإقليمي المشترك لحماية البيئة وتنمية الغطاء النباتي، بما ينعكس إيجابًا على تعزيز الأمن الغذائي والمائي، وحماية التنوع الاحيائي والمحافظة على النظم البيئية،
وتحقيق التكيف مع التغير المناخي، مبينة أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الحوكمة الإقليمية للحفاظ على البيئة، والتصدي لتحديات التصحر والجفاف والتغيرات المناخية.
أقرأ يضا.. كيف يمكن لمستقبل الشرق الأوسط الأخضر أن يستفيد من الاقتصاد الدائري للمياه
جاء ذلك خلال كلمة معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، في الدورة الأولى للمجلس الوزاري لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، الذي عُقد اليوم في جدة، بمشاركة أكثر من (29) دولة، ومنظمة دولية.
وأوضح معاليه، أن هذه المبادرة التي أطلقها سمو ولي العهد في عام 2021م،
تُعد التحالف الإقليمي الأول من نوعه، الذي يهدف إلى الحد من آثار تغير المناخ على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مضيفًا أن صيغة ميثاق المبادرة النهائية تم التوافق عليها في الاجتماع الوزاري للدول المؤسسة في أكتوبر 2022م،
مشيرًا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تُعد من أكثر المناطق التي تعاني من التصحر والجفاف، مما يحتّم علينا مضاعفة العمل المشترك لمواجهة التحديات البيئية.
وصدر البيان الختامي للدورة الأولى للمجلس الوزاري للمبادرة؛ حيث أقر المجلس الهيكل التنظيمي لأمانة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر وسياساتها الداخلية، وأمين صندوق المبادرة، كما اعتمد قرارات رئيسة أخرى لتمكين إطلاق مرحلة تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
ورفع المجلس الوزاري للمبادرة، أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، على إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي تم الإعلان عنها خلال القمة الأولى للمبادرة في 25 أكتوبر 2021م في مدينة الرياض.
وأكد البيان الوزاري التزام المجلس بتعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف والحد من فقدان التنوع الاحيائي والتغير المناخي، والتخفيف من آثارها البيئية والاجتماعية والاقتصادية الكبيرة، كما رحب بانضمام (11) دولة جديدة إلى مبادرة الشرق الأوسط الأخضر كأعضاء إقليميين، مؤكدًا على الدور المهم الذي ستؤديه هذه البلدان للمساهمة في تحقيق الأهداف الطموحة للمبادرة، ودعا البلدان الإقليمية الأخرى إلى الانضمام إلى المبادرة.
ورحب البيان بانضمام المملكة المتحدة إلى المبادرة بصفتها مساهم غير إقليمي يتمتع بصفة مراقب، ودعا الدول الأخرى غير الإقليمية إلى الانضمام إلى المبادرة، مؤكدًا على دورها المهم في تقديم الدعم الفني والمالي لها، الأمر الذي سيساهم في تحقيق الأهداف الإقليمية ومعالجة التحديات البيئية العالمية.
وثمن البيان أهمية استمرار الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء الإقليمية لتحديد أهداف مستقبلية طموحة وتطوير السياسات والاستراتيجيات الوطنية لإعادة تأهيل الأراضي وتنمية الغطاء النباتي، بما يتماشى مع الاتفاقيات والمعاهدات البيئية متعددة الأطراف ذات الصلة، وعلاوة على ذلك حث الدول الأعضاء إلى دمج هذه الأهداف الوطنية في الهدف الإقليمي لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
وأكد المجلس الوزاري من خلال البيان الختامي، على أهمية تعزيز الجهود الدولية المتعددة الأطراف والدور الحيوي للقطاع الخاص والمؤسسات المالية وممثلي المجتمع المدني في معالجة التحديات العالمية المتمثلة في تدهور الأراضي والتصحر والجفاف ودعم الجهود الإقليمية.
ورحب بالقرار التاريخي الذي اتخذته الدورة (السادسة) لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، التي عقدت في فبراير 2024م، والذي ركز على تعزيز الجهود الدولية لمكافحة تدهور الأراضي والتصحر وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف.
وأشاد البيان باستضافة المملكة بالاحتفاء بيوم البيئة العالمي في 5 يونيو 2024م في الرياض، واختيار برنامج الأمم المتحدة للبيئة “أرضنا مستقبلنا” موضوعًا ليوم البيئة العالمي 2024م؛ مما يساهم مساهمة كبرى في رفع مستوى الوعي العالمي بالخدمات البيئية القيمة التي توفرها مختلف أنواع الأراضي، والآثار الكبيرة لتدهور الأراضي والجفاف والتغيرات المناخية.
وتطلع البيان الختامي للمجلس الوزاري، باهتمام إلى الدورة السادسة عشرة (16) لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والتي ستعقد في الرياض خلال ديسمبر المقبل، داعيًا الأطراف في الاتفاقية وممثلي جميع أصحاب المصلحة المعنيين إلى المشاركة الفعالة في المؤتمر،
باعتباره المنصة العالمية الأولى لمناقشة ومعالجة تحديات تدهور الأراضي والجفاف.
كما دعا المجلس إلى دعم مخرجات مؤتمر الأطراف السادس عشر، والمساهمة في جعله نقطة تحول تاريخية لتحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لتعزيز الجهود العالمية لمكافحة تدهور الأراضي، ووقف التصحر، وتسريع استصلاح الأراضي، وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف.
وأشاد البيان بجهود المملكة، بالتنسيق والتعاون مع الدول الأعضاء المؤسسة الإقليمية وممثليها في اللجنة التنفيذية وفريق العمل التأسيسي المؤقت، والتي أدت إلى تحقيق إنجازات مهمة، مشيراً إلى التقدم المحرز حتى الآن ساهم في توفير العناصر والممكنات اللازمة لإطلاق مرحلة تنفيذ المبادرة، واستعرض الإنجازات التي أدت إلى استكمال المرحلة التأسيسية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، بما في ذلك الاستعدادات لإنشاء أمانتها وإطلاق مشاريعها وأنشطتها في إعادة تأهيل الأراضي.
وجدد بيان المجلس الوزاري، شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية على كرم ضيافتها وتنظيمها المتميز لهذه الدورة الأولى للمجلس الوزاري للمبادرة، والذي يعد إنجازًا كبيرًا في تمكين تنفيذها وتحقيق أهدافها، كما تقدم المجلس بالشكر إلى معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي على قيادته كرئيس للمجلس الوزاري للمبادرة،
وكذلك إلى أصحاب السعادة أعضاء المجلس الوزاري الذين يمثلون الدول الأعضاء الإقليمية في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، على مساهمتهم القيمة في نجاح الدورة الأولى للمجلس الوزاري.