You are currently viewing التئام أرقى العقول النيّرة في دنيا البيوتكنولوجيا: ندوة لايفيرا: الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية Biotech Investor تضع الأجندة العالمية للتعاون والريادة الإقليمية ضمن رؤية 2030الرياض
لايفيرا

التئام أرقى العقول النيّرة في دنيا البيوتكنولوجيا: ندوة لايفيرا: الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية Biotech Investor تضع الأجندة العالمية للتعاون والريادة الإقليمية ضمن رؤية 2030الرياض

الرياض، المملكة العربية السعودية بتاريخ 17 ديسمبر كانون أول 2024

في اجتماع تاريخي أكد على خطة رؤية 2030 الطموحة واستراتيجيتها الوطنية في مجال التكنولوجيا الحيوية، استضافت لايفيرا بتاريخ 28 أكتوبر 2024 حلقة نقاش رائدة​ تحت عنوان “الارتقاء بالتكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجيا) السعودية إلى مصاف القمم العالمية”. شارك في هذا الحدث الرائد ولأول مرة بعض أبرز الأسماء المرموقة في دنيا التكنولوجيا الحيوية بمن فيهم:

I. دكتور نوبار آفيان (درجة دكتوراه)– مؤسس ورئيس مجلس إدارة “فلاغشيب بايونيرنغ” Flagship Pioneering .
II. فيك باجاج (درجة دكتوراه)– المدير التنفيذي في مجموعة فورسايت كابّيتال ماندجمنت ForesiteCapitaL Management
III. بوب نيلسون– الشريك المؤسس والمدير التنفيذي، آرتش فانتر بارتنرز ARCH Venture Partners
IV. أندريا بّونتي– المؤسس وشريك منتدب للإدارة “دجي أيتش أُو كابّيتال”
GHO Capital
والذين تشاركوا في هذه الحلقة الدراسية رؤى تستهدف تحولات حاسمة عن دور التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجيا) في التعامل مع التحديات الإقليمية والعالمية.


في هذه الحلقة الدراسية التي أدارت النقاش فيها الدكتورة سارّة الطاهري، المُؤسسة وشريكة الإدارة في مجموعة الطاهري، تباحث المشاركون في مواضيع أساسية للدفع قُدما بالاستراتيجية الوطنية للمملكة العربية السعودية في مجال التكنولوجيا الحيوية.


سلطت الحلقة النقاشية الضوء على فرص وآفاق المملكة العربية السعودية في ريادة الثورة البيوتكنولوجية في المنطقة، بدءا بدعم الابتكار والاختراع والتجديد وصولا إلى الاستثمار في تقنيات عالية الدقة، بالتوازي مع مواصلة مساهمة المملكة في جهود التقدم للإنسانية جمعاء.

التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجيا) ركيزة من ركائز رؤية 2030
تهدف رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية واستراتيجيتُها الوطنية في مضمار التكنولوجيا الحيوية، تهدف لنقل المملكة إلى وضعية تصبح فيها مركزا إقليميا للابتكار والمساهمة في مجال البيوتكنولوجيا على الصعيد العالمي، مع تحسين وتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجالات من قبيل إنتاج لقاحات التطعيم وعلوم الجينوميات (الوراثة) والطب الشخصي الدقيق. وقد وفرت حلقة النقاش التي نظمتها مجموعة لايفيرا أرضية لمناقشة خطوات ملموسة قابلة للتطبيق لتحقيق هذه الأهداف.


وقال دكتور نوبار آفيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة “فلاغشيب بايونيرنغ” الرائدة والشريك المؤسس لشركة موديرنا Moderna للتكنولوجيا الحيوية: “إن التزام المملكة العربية السعودية بالبيوتكنولوجيا ينسجم مع رسالة عالمية غايتُها حل بعض أكثر التحديات إلحاحا في مجال الرعاية الصحية”. وأضاف الدكتور آفيان: “هذه فرصة أمام المملكة لتتخذ مركز الصدارة في مجالات من قبيل التحسّب والتأهب للأوبئة، وتدبير حالات الأمراض المزمنة وإدماج أساليب الطب الشخصي الدقيق في مختلف أنظمة الرعاية الصحية.”


أكدت الحلقة الدراسية على أهمية رسالة مؤدّاها أن التكنولوجيا الحيوية يمكن أن تلعب دورا يؤدي إلى إنجاز تحولات في التعامل مع الأمراض المزمنة الشائعة في المنطقة كمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والتعامل في الوقت ذاته مع أي أزمات صحية عالمية.


وقد برز في هذه الحلقة الدراسية موضوع التعاون باعتباره مسألة محورية، حيث شددت الحلقة على مدى قدرة الشراكات عبر المنشآت والهيئآت الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والفاعلين في القطاع الخاص على تسريع وتيرة نمُوّ دور المملكة العربية السعودية كقوة رائدة في مجال البيوتكنولوجيا. وقال بوب نيلسون الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة آرتش فانتر بارتنرز، إن مجال التكنولوجيا الحيوية صناعة قوامها التعاون إلى حدّ بعيد وتزدهر اعتمادا على الشراكات. وأضاف نيلسون: “إذا كانت السعودية ترغب في أن تصبح في الصدارة، على الصعيد الإقليمي، فيتوجّب عليها أن تواصل جهود خلق بيئة يمكن أن تتضافر فيها جهود العلماء والمستثمرين والمبتكرين لإيجاد حلول تؤدي إلى تحولات، ولدى السعودية رأس المال والرؤية والعزيمة المعقودة على تحقيق ذلك.


ودعت حلقة النقاش الدراسية إلى المزيد من تشارك وتبادل البيانات والمشروعات المشتركة على الصعيد الإقليمي، وكذا إلى التعاون في ميدان الأبحاث الهادفة إلى خلق نظام بيانات مزدهر يستفيد من الخبرات الجماعية في دنيا التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجيا) على الصعيد العالمي.

توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات من أجل تأثير إقليمي
برز كموضوع نقاش أساسي في هذه الحلقة النقاشية الدورُ الحاسم للذكاء الاصطناعي والبيانات في تطوير التكنولوجيا الحيوية خاصة في مجالات من قبيل اكتشاف العقاقير والوقاية من الأمراض والطب الشخصي الدقيق. وقال فيك باجاج المدير التنفيذي في مجموعة فورسايت كابّيتال: “إن البيانات هي الدعامة الأساسية للبيوتكنولوجيا، وإن قدرة المملكة العربية السعودية على بناء نظام بيانات قويا سيكون عنصرا حاسما في نجاحه. “وأضاف فيك باجاج : “بإنشاء مجموعات بيانات تمثل الفئآت السكانية الإقليمية الفريدة، لن يقتصر دور المملكة على الدفع بمشاريع التطوير في المنطقة وحسب، بل إنها ستساهم بشكل كبير في الجهود العالمية لفهم التعامل مع الأمراض وعلاجها.”


إن الرؤية الاستراتيجية التي تبنّتها لايفيرا أشارت بالفعل إلى الفرص التي توفرها مشاريع الابتكار القائمة على الذكاء الاصطناعي من أجل توفير رعاية طبية تستجيب للحاجيات الشخصية لسكان المنطقة، والاهتمام بعلم الوراثة، وبأسلوب الحياة عموما وكذا بالعوامل البيئية التي يتفرد بها بالشرق الأوسط. ومن خلال إنشائها مشروع لايفيرا أوميكس Lifera Omics في يناير كانون ثاني 2024، وكذا مشروع المعلوماتية الحيوية لخدمة الفحوص الجينية/الوراثية واكتشاف الأدوية والعقاقير والمتوقع إطلاقه في مايو أيار2025، فإن شركة لايفيرا تبني بذلك قدرات على تحسين مستوى جودة الفحوص الجينية المتاحة للمرضى في المملكة العربية السعودية، وتعمل في الوقت ذاته على تطوير قدرات تنظيم وحفظ مجموعات بيانات ضخمة من أجل الأبحاث والتطوير. وقد تمكنت لايفيرا أوميكس من خلال شراكاتها المختلفة من تطوير قدرات التشخيص الإكلينيكي والحصول، بصيغة رضائية، على بيانات المرضى السعوديين، وهي البيانات التي تنطوي على أهمية بالغة لأبحاث الأمراض النادرة.


انضم إلى “لايفيرا أوميكس” البروفيسور فوزان الكريع، العالم والباحث في علم الوراثة المعترف به عالميا، بصفة كبير مسؤولي الطب وعلم الجينوميات، وهو يشرف على تكوين فريق من أخصائيي علوم الوراثة وخبراء تحليل البيانات، وسيعمل الفريق على وضع حلول مبتكرة للمرضى في المملكة العربية السعودية باستخدام علوم الكمبيوتر وتحليل البيانات على نحو ينسجم مع المبادرات العالمية في مجالات التطوير والأبحاث. إن إدماج الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا الحيوية يتيح فرصا لصنع علاجات مصممة خصيصا لحاجيات مواطني المملكة العربية السعودية وعلى نطاق أوسع في المنطقة.


ثم تحولت حلقة النقاش بعد ذلك إلى موضوع تطوير المهارات والبنية التحتية اللازمة لدعم وتعزيز الطموحات والتطلعات السعودية في دنيا التكنولوجيا الحيوية. وشددت الندوة على أن بناء شبكة محكمة يعتبر عنصرا أساسيا للنهوض بالابتكار في هذا المضمار،ابتداء بمنشآت تصنيع متطورة وانتهاء بوضع أطر تنظيمية عصرية.


“إن البنية التحتية هي العمود الفقري للتكنولوجيا الحيوية” هذا ما قاله أندريا بّونتي المؤسس والشريك المنتدب لإدارة “دجي أيتش أُو كابّيتال”، وأضاف: ” إن الاستثمار في إقامة منشآت حديثة والتركيز على خلق بيئة تنظيمية داعمة وسلسة، يجعل المملكة العربية السعودية في وضعية الريادة عالميا. فالسعودية تتمتع بموقع فريد يمكنها من الارتقاء بابتكارات التكنولوجيا الحيوية ليس فقط لمصلحة المواطنين السعوديين بل للمنطقة جمعاء”.


وعلى نفس القدر من الأهمية يأتي تطوير رأس المال البشري، وقد صدرت خلال الندوة دعوة لتوسيع الاستثمار في برامج التدريب والشراكات الأكاديمية وتقديم حوافز لجذب أرفع المهارات العالمية إلى المملكة العربية السعودية، وفي هذا الباب أضاف أندريا بّونتي: “علينا التفكير في البشر بقدر ما نفكر في التكنولوجيا”. إن مشروع بايوتيكBiotech مجهود بشري إلى أبعد الحدود، وقدرة المملكة العربية السعودية على أن تتعهّد المهارات بالرعاية والمحافظة عليها ستكون عاملا حاسما في نجاحه. ولتمكين وإطلاق عجلة تطوير قطاع التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجيا) في المملكة العربية السعودية السعودية، أرسلت لايفيرا أول فوج من المتدربين إلى مواقع زبائنها في عام 2024 لتلقي التدريب على تصنيع منتجات الأدوية المعقمة، ولديها خطط لتدريب حوالي مائتي شخص إلى حدود عام 2029 في مجالات التصنيع الحيوي وعلم الجينوم أو الجينوميات (الوراثة).
​​
نبراس الدرب الذي ستسلكه المملكة العربية السعودية إلى الريادة في مجال علوم الحياة
وإذ تواصل المملكة العربية السعودية رحلتها صوب هدفها المنشود في أن تصبح قوة رائدة في ميدان التكنولوجيا الحيوية، قدم المشاركون في ندوة : الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية قدم المشاركون مشورة ونصائح مُحددة حول كيفية تحقيق المملكة أهداف رؤيتها الطموحة 2030. وقد كان في صلب التوجيهات والنصائح التي أعرب عنها المشاركون في الندوة، ضرورة التركيز على أهمية التخطيط الاستراتيجي وتضافر الجهود والتعاون والاستثمار في مجالات متميّزة على نحو يحقق أقصى استفادة من مواطن القوة لدى السعودية.


ويرى دكتور نوبار آفيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة فلاغشيب بايونيرنغ أن: “أمام السعودية فرصة الريادة بأن تكون النموذج الذي يحتذي به وذلك بوضع أهداف جرئية بعيدة المدى، سواء أتعلق الأمر بالتعامل مع أمراض معيّنة أو بإنجازات رائدة في التعامل مع تحديّات صحية مرتبطة بالمناخ، بحيث تبرهن السعوية على أنها ليست رائدة إقليميا وحسب بل إنها أيضا قوة ابتكارعالميا”


وعلاوة على ذلك شدّد دكتور آفيان على الحاجة إلى التركيز والطموح حيث قال: “من أجل تحقيق تلك المعجزات، يتوجّب على السعودية التفكير في مشاريع جبّارة من قبيل تطوير لقاح شامل، أو العمل على استئصال مرض معيّن أو التصدّي للآثار الصحية الناجمة عن التغير المناخي. وللمملكة العربية السعودية الموارد والرؤية القائمة على التطلع لأعلى المراتب وتحقيق نتائج تؤدي إلى تحولات جذرية”

جرى خلال الندوة أيضا التشديد على الحاجة لتوخي الوحدة والانسجام عبر القطاعات. ويرى بوب نيلسون الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في ARCH Venture Partners أن “تحقيق هذه الأهداف يستدعي تعاونا عميقا ومستداما عبر الحدود والتخصصات. وللسعودية موقع مثالي للاستفادة من مواردها وجغرافيتها كي تصبح مركزا للابتكار المؤدي إلى تحولات.” ويمضي بوب نيلسون في مشورته ونصحه قائلا: ” لكي تكون رائدا فعلا، لا يمكنك أن تهدف لتحقيق نجاح بنسبة 70% في مجالات متعددة، وبدلا من ذلك ركّز على تحقيق التفوق بنسبة 100% لكن في مجالات مختارة قليلة العدد، بحيث تصبح رائدا على المستوى العالمي في تلك المجالات.”


وقد برز أيضا في سياق الندوة عامل حاسمٌ آخر هو تنمية المواهب. فقد أشار أندريا بّونتي المؤسس والشريك المنتدب لإدارة (دجي أيتش أُو كابّيتال) إلى أن: “على السعودية أن تستثمر في بناء قوة عاملة تتمتع بمهارات وإبرام شراكات أكاديمية وخلق حوافز لجذب المهارات العالمية”


تستطيع المملكة العربية السعودية بتبنّيها لهذه الاستراتيجيات أن تُعزز موقعها كقوة رائدة في مجال علوم الحياة وتلعب دورا في مستقبل وابتكارات الرعاية الصحية الشاملة.

اترك تعليقاً