في خطوة تعكس التزامها بتعزيز التعاون الدولي، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الإستونية عن توقيع شراكات استراتيجية مع الإمارات العربية المتحدة تهدف إلى تبادل الخبرات وتطوير حلول مبتكرة في قطاع الصحة الرقمية، وتبحث استكشاف فرص شراكات جديدة مع الإمارات لمواجهة تحديات المستقبل وخلق قيمة مضافة للقطاع الصحي.
ويأتي هذا التعاون استناداً إلى التجربة الإستونية الرائدة عالمياً في هذا المجال، ويهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز كفاءة الأنظمة الطبية في الإمارات.
وفي تعليقها على الشراكة، صرحت جانيكا ميريلو، رئيس قسم الصحة والرعاية الرقمية في وزارة الشؤون الاجتماعية في إستونيا: “يسرنا الإعلان عن هذه الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات، التي تمثل نموذجاً عالمياً في التحول الرقمي. نحن ملتزمون بنقل خبراتنا المتقدمة في مجال الصحة الرقمية لدعم الجهود الإماراتية الطموحة في تطوير نظام صحي مستدام يلبي احتياجات المستقبل.”
وأضافت: “تجربة إستونيا في التحول الرقمي تُثبت أن التقنيات المبتكرة، مثل الوصفات الإلكترونية وتقنية البلوك تشين، يمكن أن تُحدث ثورة في طريقة تقديم الرعاية الصحية. نطمح إلى أن تكون هذه الشراكة مثالاً عالمياً يُحتذى به.”
وأكدت ميريلو في ختام تصريحاتها: “نحن على يقين بأن هذه الشراكة ستفتح آفاقاً جديدة للتطوير في القطاع الصحي، وستسهم في بناء نظام صحي رقمي يمكن أن يكون نموذجاً يُحتذى به عالمياً.”
ريادة في الصحة الرقمية
إستونيا تُعد من الدول الأولى في العالم التي اعتمدت نظاماً رقمياً متكاملاً للصحة، إذ أُطلق هذا النظام في عام 2008 ويشمل أكثر من 40 مليون سجل صحي إلكتروني. يتيح النظام ما يزيد عن 2.3 مليون تفاعل شهري بين الأطباء والمرضى، كما أن 99% من الوصفات الطبية تُصدر إلكترونياً، مما يجعل تجربة الرعاية أكثر سهولة وكفاءة.
تُظهر الإحصائيات أن هذا التحول الرقمي ساهم في توفير 2% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً، بفضل تقنيات مثل التوقيعات الرقمية وتقليل الإجراءات الورقية.
بنية تحتية رقمية قوية
يأتي هذا التعاون في وقت تُظهر فيه الإمارات نمواً ملحوظاً في قطاع الصحة الرقمية، حيث أشارت تقارير وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى زيادة كبيرة في عدد الوصفات الطبية الصادرة سنوياً، مما يعزز الحاجة إلى تبني أنظمة إلكترونية متقدمة لتحسين الخدمات. ومن خلال هذه الشراكة، ستستفيد الإمارات من التجربة الإستونية في تطوير بنية تحتية رقمية قوية تشمل الوصفات الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البلوك تشين لضمان أمان وسرية البيانات الصحية.
تقنيات متطورة لتعزيز الكفاءة والأمان
تعتمد إستونيا على تقنية البلوك تشين لحماية البيانات الصحية من التهديدات السيبرانية وضمان خصوصية المرضى، وهو ما يتماشى مع التوجه الإماراتي نحو تعزيز الأمن السيبراني في الأنظمة الصحية. ومن المتوقع أن تسهم هذه التقنية في بناء نظام صحي أكثر أماناً واستدامة يلبي احتياجات المجتمع الإماراتي.
آفاق جديدة للتعاون الصحي بين الإمارات وإستونيا
من المتوقع أن تثمر هذه الشراكة عن نماذج مبتكرة للرعاية الصحية في الإمارات، تجمع بين الكفاءة التقنية والمرونة التشغيلية، مما يعزز مكانة الدولة كمركز إقليمي للابتكار الصحي.
ثمار اقتصادية وتنموية
وحسب مسؤولي الابتكار الصحفي في إستونيا فإن التعاون مع الإمارات سيعود بثمار اقتصادية وتنموية من شأنها توفير التكاليف حيث يمكن أن تحقق الإمارات وفورات ملحوظة مشابهة لتجربة إستونيا التي وفرت 2% من ناتجها المحلي الإجمالي سنوياً، إلى جانب تعزيز الأمن والاعتماد على البلوك تشين يعزز أمان البيانات الصحية ويدعم الثقة في النظام الصحي، كما أن استدامة الابتكار يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء نظام صحي مستدام ومتطور.