في تقريرها السنوي الأول للاستدامة
أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا تقريرها السنوي الأول للاستدامة، مما يمثل علامة فارقة في جهود الهيئة المستمرة لتحويل المنطقة إلى وجهة عالمية للاستدامة الثقافية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
وسلط التقرير الضوء على نجاحات رحلة الهيئة الملكية لمحافظة العلا والتزامها بالتنمية المسؤولة بما يتماشى مع أطر الاستدامة الوطنية والعالمية، بما في ذلك المبادرة الخضراء السعودية، ورؤية 2030، بالإضافة إلى أهداف الأمم المتحدة.
وبحسب الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا – والذي يشغل أيضًا منصب وزير الثقافة في المملكة – فإن الهيئة في “رحلة طموحة لتحقيق أهداف رؤية العلا، المنبثقة من روح رؤية السعودية 2030”.
وأضاف: “يعد تقريرنا الأول للاستدامة دليلاً على التزامنا بالاستدامة، فهو يسلط الضوء على طموحاتنا وأهدافنا وأنشطتنا في هذا المجال لأجيالنا والأجيال القادمة”.
الهيئة الملكية لمحافظة العلا
وسلط التقرير الضوء على الإنجازات التحويلية التي حققتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ولا سيما رفع مؤشر استدامة التراث في العلا إلى 75%، متجاوزًا هدفها الأولي البالغ 63%.
ووصل معدل رضا زوار المواقع التراثية إلى 96%، ما يعكس تركيز الهيئة على تقديم تجارب استثنائية مع الحفاظ على سلامة المعالم الثقافية والتاريخية في العلا.
كما حققت الهيئة تقدماً ملحوظاً في مجال التنمية الاجتماعية والتعليمية، حيث قدمت خلال العام الماضي 747 منحة دراسية جامعية للطلاب المحليين، مما مكنهم من الدراسة في 117 مؤسسة دولية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن الهدف الأوسع لهيئة تنمية المجتمع المتمثل في الاستثمار في المجتمع المحلي وتمكين الجيل القادم.
وأشارت عبير العقل، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية لمحافظة العلا، إلى أن هذه الجهود التعليمية تتماشى مع رؤية الهيئة لتعزيز الإمكانات الطبيعية والاجتماعية لشعبنا ومكانتنا، وضمان مستقبل مستدام للعديد من جوانب الحياة في العلا.
ويبلغ معدل رضا المجتمع أيضًا 90%، وهو ما يعكس نجاح مبادرات مثل برنامج حمايا، الذي قام بتدريب 1400 من القادة المحليين وخلق 2500 فرصة عمل.
النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل
تظل الاستدامة الاقتصادية محورية في الرؤية طويلة الأجل للهيئة الملكية لمحافظة العلا. وبحلول نهاية عام 2023، نجحت الهيئة في خلق أكثر من 6000 فرصة عمل في القطاعات المرتبطة بالسياحة، منها 1500 فرصة عمل مباشرة في الصناعة.
بالإضافة إلى ذلك، أدت مبادرة “Vibes AlUla” التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا، والتي تدعم رواد الأعمال المحليين، إلى إنشاء 336 شركة صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، وخلق 198 فرصة عمل محلية جديدة.
وأكد التقرير التركيز المستمر للهيئة الملكية لمحافظة العلا على التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال الشراكات مع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين.
وأضاف العقل: “من خلال تعزيز سبل العيش المستدامة، ودعم الشركات المحلية والتوظيف، ودفع التنوع الاقتصادي، فإننا نهدف إلى بناء اقتصاد مرن ومزدهر بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030”.
المبادرات الخضراء والمحايدة للمناخ
تماشياً مع رؤية المملكة 2030 والمبادرة الخضراء السعودية، تسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى تحقيق مستقبل محايد للمناخ، بهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2035.
وفي عام 2023، قطعت اللجنة خطوات كبيرة في هذا الاتجاه من خلال عدد من المشاريع البيئية المبتكرة.
وتتضمن هذه المبادرات زراعة أكثر من 111 ألف شجرة في المناطق المحمية، وتحويل المخلفات الزراعية إلى سماد، وتوسيع شبكات توزيع المياه لتحقيق تغطية تصل إلى 95% لسكان العلا.
ومن بين الإنجازات الأخرى التي توصل إليها التقرير تركيز الهيئة على التنقل الأخضر. فقد أبرمت الهيئة الملكية لمحافظة العلا شراكة مع شركة لوسيد موتورز لتقديم المركبات الكهربائية إلى المنطقة، بما في ذلك أسطول من 30 مركبة كهربائية وتركيب 10 محطات شحن في جميع أنحاء العلا.
وتهدف هذه الجهود إلى تقليل انبعاثات الكربون وتوفير حلول النقل المستدامة للسكان والزوار على حد سواء.
وفي إطار جهودها للحفاظ على الطبيعة، أعادت الهيئة الملكية لمحافظة العلا إدخال العديد من الأنواع المحلية إلى النظام البيئي في العلا. وأشار التقرير إلى إطلاق 108 غزال عربي، و385 غزال رملي، و328 غزال عربي، و59 وعل نوبي في البرية، مما ساهم في تعزيز التنوع البيولوجي والصحة العامة للبيئة المحلية.
كما واصل برنامج الحفاظ على النمر العربي التابع للهيئة الملكية لمحافظة العلا، والذي شهد ولادة سبعة أشبال جديدة، لعب دور محوري في حماية الأنواع المهددة بالانقراض.
الشراكات العالمية: نهج تعاوني لتحقيق الاستدامة
إن إحدى نقاط القوة الرئيسية في نهج الهيئة الملكية لمحافظة العلا هو تعاونها مع المنظمات الرائدة على مستوى العالم.
وأكد التقرير على شراكة الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتعزيز الحفاظ والاستدامة.
وساعدت هذه الشراكات في تطوير حلول مبتكرة تعمل على تعزيز الاستدامة في جميع الأبعاد البيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
وأكد الأمير بدر أهمية هذه التعاونات، مشيراً في التقرير إلى أنه “تم اعتماد حلول مبتكرة وإقامة شراكات محلية وإقليمية ودولية مهمة مع المنظمات”.
وشملت التعاونات منظمة اليونسكو لحماية التراث الثقافي، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لتعزيز التجديد الشامل، وشركة البحر الأحمر العالمية في مجالات الاستدامة والمبادرات البيئية.
وكانت هناك أيضًا شراكات مع Space for Giants لحماية التنوع البيولوجي، وArtefact لقيادة الذكاء الاصطناعي وتحويل البيانات، ومجموعة Thales.
ومع إصدار تقرير الاستدامة السنوي هذا، تهدف الهيئة إلى مواصلة البناء على نجاحاتها في مجال الاستدامة بينما تعمل على تحويل العلا إلى نموذج للتنمية المستدامة للمملكة والعالم.
وفي التقرير، أكد العقل على دور الهيئة الملكية لمحافظة العلا كقائد في هذا المجال، قائلاً: “من خلال حماية التراث الثقافي من ماضينا، وتعزيز الإمكانات الطبيعية والاجتماعية لشعبنا ومكاننا، فإننا نضمن مستقبلًا مستدامًا للعديد من جوانب الحياة في العلا”.