متابعة جمال علم الدين
مشهدا بديعا للبحيرة المقدسة داخل معابد الكرنك والتى تعتبر أقدم البحيرات التى أقامها ملوك القدماء المصريين فى المعابد الفرعونية، والتى اكتست فوقها الغيوم فى نهار فصل الشتاء الذى بدأ رسمياً يوم أمس 21 ديسمبر بظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس.
وتقع “البحيرة المقدسة” خارج البهو الرئيسى لمعابد الكرنك، حيث يوجد تمثال كبير لجعران من عهد الملك أمنحتب الثالث، وتمت تسميتها البحيرة المقدسة لكونها كانت بحيرة الاغتسال قبل الطقوس المقدسة وقبل مراسم الاحتفالات الدينية للملوك والكهنة، حيث إن الملك والكاهن الأكبر كانا يغتسلان فى مياهها قبل دخول غرفة “قدس الأقداس” التى تعتبر أهم غرفة بالمعبد والتي كان يطلق عليها بالعصور الفرعونية غرفة “الرب الأسطوري” الخاص بالمعبد.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام معابد الكرنك وطريق الكباش، إن البحيرة المقدسة بمعبد الكرنك تعتبر أحد أبرز أسرار الحياة الفرعونية القديمة، فهى بداخلها مياه ثابتة لا تجف طوال العام، والتى أمر وأشرف على حفرها الملك تحتمس الثالث،
أقرأ ايضا :مصر …تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الكرنك إيذان ببدء فصل الشتاء
حيث كان يحيط بها سور ضخم فى السابق ولكنه تهدم مع مرور الزمن، لتصبح بالشكل الحالى على بعد خطوات من “الجعران الفرعونى” المميز بقلب الكرنك، ويكمن سر البحيرة فى أن مياهها لا تجف نهائيًا ومتواجدة طوال العام، وكانت تستخدم فى التطهير والاغتسال فى العصور الفرعونية القديمة قبيل الطقوس الدينية للملوك والكهنة وخدام المعبد، موضحاً أنه يوجد على جانبي البحيرة الشمالى والجنوبى مقياس لنهر النيل، لتحديد مواعيد الفيضان كل عام، وما زال لها مدخلان أحدهما من الجهة الشرقية والثاني من الناحية الغربية، يساعد في نزول المياه وفى كل جهة، سلالم حجرية تساعد فى النزول للمياه والخروج منها.