أوصى المؤتمر العالمي لطب الأعصاب والمعرض المصاحب، الذي نظمه قسم طب الأعصاب بكلية الطب ومستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، والذي اختتم فعالياته يوم الجمعة، بأهمية تعزيز التنسيق بين الجهات الصحية والتعليمية لتحقيق تقدم مستدام في علاج الأمراض العصبية، وتعزيز الشراكات البحثية التي تسهم في تقديم حلول علاجية فعالة ومستدامة.
وأشارت الدكتورة دانه الجعفري، رئيسة قسم الأعصاب في المستشفى الجامعي ورئيسة المؤتمر، إلى أن المؤتمر أسفر عن ثماني توصيات هامة، من بينها ما يتعلق بطب الصرع، حيث أكد المؤتمر على ضرورة التطور في علاجات الصرع، خاصة للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية. وشدد على أهمية تطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة، بما في ذلك التدخلات الجراحية وتطبيق الأساليب الحديثة مثل تحفيز الدماغ العميق. كما تم التأكيد على أهمية التشخيص المبكر وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى المصابين بالصرع.
أكد المؤتمر على أهمية تحسين أساليب التشخيص لمرضى الصداع والشقيقة، مع التركيز على تطوير أدوية جديدة وفعّالة للتحكم في الأعراض. كما تم التوصية بزيادة الوعي حول تأثير الصداع المزمن على جودة الحياة، وضرورة توفير برامج علاجية شاملة تشمل التدابير الوقائية والعلاجية.
مؤتمر طب الأعصاب العالمي
فيما يتعلق بأمراض الحركة، تم التأكيد على أهمية الفهم العميق لآليات هذه الأمراض، مثل مرض باركنسون، وتطوير العلاجات الدوائية والجراحية. كما تم اقتراح تعزيز الأبحاث المتعلقة بالأمراض العصبية الحركية، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة لتشخيص ورصد تطور المرض بدقة أكبر.
فيما يتعلق بأمراض التصلب المتعدد والمناعة العصبية، تمحورت التوصيات حول ضرورة متابعة التطورات في علاج التصلب المتعدد، مع التأكيد على أهمية البحث المستمر في العوامل الوراثية والمناعية المرتبطة بهذا المرض. كما تم التوصية بتوسيع نطاق العلاج المناعي واستكشاف الأدوية التي تساهم في تقليل التدهور العصبي وتحسين جودة حياة المرضى.
أما بالنسبة لأمراض العناية العصبية الحرجة، فقد تم التأكيد على أهمية تعزيز الرعاية في هذه الحالات، مع استعراض أحدث التطورات في استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، خصوصًا في وحدات العناية المركزة. وشملت التوصيات ضرورة تدريب الفرق الطبية على التعامل مع الحالات العصبية الحرجة، مثل الإصابات الدماغية الرضية والسكتات الدماغية الحادة، مع اعتماد تقنيات المراقبة المتقدمة لتحسين نتائج المرضى.
فيما يخص الأمراض العصبية الطرفية والعضلية، تم التأكيد على أهمية تطوير الأساليب التشخيصية والعلاجية في هذا المجال، بما في ذلك التصلب الجانبي الضموري (ALS) وأمراض أخرى. وقد أوصى الخبراء بزيادة البحث في العلاجات الجينية والابتكارات الطبية التي يمكن أن تسهم في تحسين جودة حياة المرضى.
8 توصيات طبية
كما تناولت التوصيات أمراض الشيخوخة في مجال طب الشيخوخة، حيث تم التأكيد على ضرورة التعامل مع التدهور العصبي المرتبط بالتقدم في العمر، مثل مرض الزهايمر والخرف. وتمت التوصية بتطوير استراتيجيات للوقاية والعلاج المبكر، مع تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي لكبار السن.
وأخيراً، أوصى المؤتمر بضرورة التركيز على التدخل السريع والعلاج الفوري بعد حدوث السكتة الدماغية، وذلك لتحسين فرص التعافي وتقليل التأثيرات طويلة الأمد. كما تم التأكيد على أهمية الوقاية من السكتة الدماغية من خلال توعية المرضى بعوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأنماط الحياة غير الصحية.
استعرض المؤتمر أحدث التقنيات المستخدمة في علاج السكتات الدماغية عبر القسطرة الدماغية المتاحة في مملكتنا العزيزة.
وقد لخصت الدكتورة دانة الجعفري توصيات المؤتمر، مشيرةً إلى الاهتمام الكبير بتطوير طب الأعصاب في المملكة. حيث تم تقديم توصيات تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية لمرضى الأعصاب وتعزيز الأبحاث العلمية في هذا المجال. كما أتاح الحدث فرصة لتبادل الخبرات بين الخبراء المحليين والدوليين، مما يعكس المكانة المرموقة لجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل في دعم الابتكار في العلوم الطبية.
وأشارت إلى أن المؤتمر حقق نجاحاً كبيراً من خلال تناول العديد من الموضوعات الهامة في مجال طب الأعصاب، حيث كان منصة علمية متميزة لمناقشة أحدث التطورات في هذا المجال الحيوي. وتمت مناقشة مجموعة من القضايا والتحديات التي تواجه الطب العصبي، حيث تضمن المؤتمر ثمان جلسات أساسية كانت محورية في تقديم التوصيات والرؤى المستقبلية لهذه التخصصات الدقيقة.
