جمال علم الدين
حقق الفيلم السعودي القصير «واسجد واقترب» خطوة جديدة نحو العالمية، بعد عرضه ضمن فعاليات مهرجان فينيسا السينمائي الدولي، يوم الجمعة الماضي، محملاً بـ31 جائزة من مهرجانات سينمائية متعددة.
وأكدت المُخرجة والمُنتجة للفيلم، الكاتبة ثريا الشهري في حديثها مع الشرق الأوسط، أن “واسجد واقترب” يُعد أول فيلم سعودي للرسوم المتحركة يُشارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، مبينة أن الفيلم حاز جائزة فينيس للرسوم المتحركة في برنامج سوق الأفلام في «فينيسيا برودكشن بريدج»، وجائزة «الرسوم المتحركة ذات الأهمية» في مهرجان كان السينمائي الدولي، في دورته الأخيرة.
وأوضحت ثريا أن فكرة الفيلم استلهمت من اللوحة الأصلية التي رسمتها ابنتها نبيلة أبو الجدايل، وحملت عنوان “واسجد واقترب” في عام 2020، إبان جائحة كورونا، ولاقت أصداءً بعيدة إسلامياً وعربياً؛ حيث تناولت خلو ساحات المسجد الحرام من المصلين، نتيجة الاحترازات التي اتخذتها الحكومة السعودية آنذاك.
وقالت ثريا الشهري: “نحن لا نملك أفلاماً تتحدث عن مكة المكرمة والمسجد الحرام، نظراً لحساسية هذا الموضوع وصعوبة اختيار القصة المناسبة، ولكنها تظل مسؤوليتنا نحن المسلمين في إظهار هذا الجانب الأهم في حياتنا وديننا، فليس هنالك ما هو أهم من تجسيد الروايات والقصص التي تمثلنا وتشرفنا.
وانتقلت ثريا من الكتابة إلى عالم صناعة الأفلام، لإيصال المعنى المطلوب بالفكر والصوت والحركة، وتلقى الفيلم أكبر عدد من المشاهدات بالأخص من أوساط الجيل الصاعد الذي يفضل التفاعل المرئي.
اقرا ايضا انطلاق مهرجان ظفار السينمائي الدولي بولاية صلالة سبتمبر القادم..
وأكملت الشهري أن موضوع الفيلم جذب جمهور عالمي بطريقة غريبة، لأن المُشاهد الأجنبي لم يعتاد على قصص من هذا النوع وعلى رؤية الكعبة، وأضافت أن اختيار الموسيقى كان له دور كبير، فقد كانت عبارة عن ابتهال بالأصوات، خالٍ من الآلات الموسيقية، وصوت المؤدين -ضمن الأوركسترا الأندلسية بأمستردام- كان مؤثراً فيمن يسمعه، حتى لو لم يفهم المعنى، لوجود نغمة الحنين.
وأضافت أن الأفلام عادة ما تروي حنيننا نحو المشاعر والأماكن، وعليه، فقد لعب الصوت دوره، وكان من المؤثرات التي ساهمت في فوز فيلم (واسجد واقترب) بهذا الكم من جوائز مهرجانات الأفلام الدولية في العالم.