أفاد خبراء بأن الاستثمار في المتنزهات المائية يمكن أن يعزز قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية، التي تهدف إلى جذب أكثر من 150 مليون زائر بحلول نهاية العقد الحالي.
وفي إطار جهود تنويع الاقتصاد وفق رؤية المملكة 2030، من المتوقع أن تضيف المملكة العربية السعودية 320 ألف غرفة فندقية جديدة لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد السياح.
وأشار الخبراء إلى أن تطوير حدائق مائية بمواصفات عالمية في المملكة سيساهم بشكل كبير في تعزيز قطاع السياحة، إلى جانب تطوير المدن الكبرى والمواقع التراثية.
“تُعتبر الحدائق المائية في الشرق الأوسط من أبرز الوجهات الترفيهية على مدار السنة، حيث تقدم للزوار فرصة للهروب من حرارة الصيف. ويظهر هذا بوضوح في ازدهار الحدائق المائية المتوسطة الحجم في المملكة العربية السعودية.”
تظهر الإمكانيات الكبيرة للحدائق المائية في المملكة العربية السعودية من خلال مشروع أكوارابيا الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا في مدينة القدية، والذي سيصبح أكبر معلم جذب من نوعه على مستوى العالم.
كما أكدت مجموعة بوسطن الاستشارية أن استطلاعها الأخير أظهر شعبية الحدائق المائية بين السعوديين.
وحسب نتائج المسح، فإن أكثر من 70% من سكان المملكة يعبرون عن اهتمامهم بزيارة الحدائق المائية، مما يدل على الإمكانيات الضخمة لهذا القطاع في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
**أهمية تضمين المرافق المائية في المنتجعات**
في ظل سعي المملكة العربية السعودية لتصبح وجهة سياحية عالمية، يرى الخبراء أن الزيادة المستمرة في عدد الزوار قد تؤدي إلى منافسة قوية بين المنتجعات. ومن هنا، فإن إضافة مرافق مائية جديدة إلى هذه المنتجعات يمكن أن يمنحها ميزة تنافسية.
وقد أظهرت دراسة مشتركة بين شركة WhiteWater المتخصصة في تصميم المنتزهات المائية وHotel & Leisure Advisers أن دمج هذه المعالم السياحية يعزز من رضا الضيوف ويعزز النجاح المالي للفنادق والمنتجعات.
وأشارت إلى أن الوجهات القريبة مثل دبي وقطر تقدم رؤى قيمة، حيث تبرز قوة المرافق المائية المصممة بشكل جيد في جذب العائلات، وزيادة رضا الضيوف، وتحقيق نتائج مالية إيجابية.
وأضافت: “مع سعي المملكة العربية السعودية لتكون مركزًا سياحيًا رئيسيًا، فإن دمج مناطق الجذب المائية يمكن أن يكون خطوة استراتيجية تعزز نجاح الصناعة بشكل مستمر.”
كما أشار التقرير إلى أن الفنادق في منطقة الشرق الأوسط التي تحتوي على حدائق مائية حققت متوسط إيرادات لكل غرفة متاحة أعلى بنسبة 53% مقارنة بالمتوسط الإقليمي.
وفقًا للتحليل، يمكن للمنتجعات والفنادق دمج مجموعة من وسائل الراحة في مرافقها، مثل المنزلقات المائية، والجولات، وحمامات الأمواج، ومنصات الرش، ومحاكاة الأمواج، وهياكل اللعب متعددة المستويات.
وأشار جيريمي جراي، نائب الرئيس لتطوير الأعمال في شركة وايت ووتر، إلى أن “هذه المعالم السياحية تعزز من رضا الضيوف وتوفر نقاط بيع فريدة، مما يميز هذه العقارات في سوق تنافسية.”
وأضاف: “الزيادة الكبيرة في معدلات الإشغال والإيرادات تؤكد على قيمة الاستثمار في هذه الميزات. فالمعالم السياحية المائية تجذب العائلات ومحبي الإثارة، مما ينعكس إيجابًا على العوائد المالية للفنادق.”
كما أشار التقرير إلى نجاح منتجع أتلانتس دبي، الذي يضم أكثر من 2300 غرفة بالإضافة إلى مجموعة من الفلل.
أوضح المسؤول في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب أن “الإقامة المتكاملة في الموقع تمثل تحولاً جذرياً في مفهوم الحدائق المائية، حيث تتحول إلى وجهات ترفيهية شاملة. هذا الأسلوب يشجع الزوار على تمديد فترة إقامتهم ويعزز بشكل كبير من مستوى الإنفاق. على سبيل المثال، يُعتبر منتجع أتلانتس النخلة في دبي نموذجاً بارزاً على كيفية جذب المنتجعات المتكاملة للجماهير المحلية والدولية”.
**خطوات لتعزيز جاذبية الحدائق المائية**
وأشار ماثور إلى ضرورة أن تدمج المملكة العربية السعودية مجموعة من المرافق الأساسية التي لا ترفع فقط من مستوى رضا الزوار، بل تشجع أيضاً على إقامات أطول وتوسع من جاذبية المتنزهات، مما يسهم في تحويل هذه المواقع إلى وجهات عالمية المستوى.
كما أكد مسؤول مجموعة بوسطن الاستشارية على أهمية تطوير منطقة مخصصة للأطفال كأحد العناصر الأساسية التي يمكن إضافتها أوضح أن تنوع خيارات الطعام ومنافذ البيع بالتجزئة يعد أمرًا حيويًا لتعزيز تجربة الزوار، وتلبية الأذواق والتفضيلات المختلفة، بالإضافة إلى خلق مصادر دخل إضافية. لجذب المزيد من العائلات.
“على سبيل المثال، تُظهر حديقة شلالات الصحراء للمغامرات المائية في قطر، الواقعة داخل منتجع هيلتون سلوى بيتش، كيف يمكن أن تسهم أماكن تناول الطعام والتسوق المنظمة بشكل جيد في تعزيز تفاعل الضيوف ورضاهم، بما يتجاوز مجرد مناطق الجذب المائية”، كما ذكر ماثور.
وأضاف المسؤول في مجموعة بوسطن الاستشارية: “إن هذه التحسينات ضرورية لخلق تجارب لا تُنسى، وتحفيز الزيارات المتكررة، وترسيخ المتنزهات كوجهات لا بد من زيارتها”.