You are currently viewing مؤتمر المناخ… الطاقة النظيفة محفز للاستقرار والتعافي في مناطق الصراع
مؤتمر المناخ: الطاقة النظيفة محفز للاستقرار والتعافي في مناطق الصراع

مؤتمر المناخ… الطاقة النظيفة محفز للاستقرار والتعافي في مناطق الصراع

مع تقدم مؤتمر المناخ في باكو، يتجه الاهتمام إلى الطرق التي يمكن بها للطاقة النظيفة أن تحول جهود التعافي بعد الصراع، من خلال تحقيق المرونة البيئية والاستقرار الاجتماعي في المناطق المتضررة من الحرب.

وقد أبرزت مناقشات هذا العام كيف أن الطاقة المتجددة توفر أكثر من مجرد فوائد بيئية، حيث لديها القدرة على تحفيز الانتعاش الاقتصادي، وتحسين مستويات المعيشة، وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل في المناطق الأكثر عرضة للصراع.

الطاقة النظيفة في التعافي من الصراعات: بُعد جديد للمساعدات

أكد الخبراء على كيفية مساهمة البنية التحتية المستدامة في تقليل الاعتماد على واردات الطاقة الأجنبية وتغذية الاقتصادات المحلية في المناطق التي مزقتها الحرب.

وقال حافظ الغويل، الخبير في الجغرافيا السياسية في شمال أفريقيا، إن “الطاقة النظيفة لا تتعلق فقط بتوليد الطاقة؛ بل تتعلق بالاستقلالية والمرونة”. وبالنسبة للمناطق التي تعتمد على إمدادات الوقود الأجنبية المتقلبة، توفر مصادر الطاقة المتجددة مصدر طاقة أكثر استقرارًا يعزز الاستقلال المحلي.

أكد جيل كاربونييه، نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على الدور الحاسم للطاقة المتجددة في دعم المجتمعات المتضررة بشدة من الصراع وتغير المناخ.

وقال كاربونييه إن “الأشخاص الأكثر تأثراً بمخاطر تغير المناخ هم أولئك الذين يعيشون في مناطق الصراع المسلح ولديهم أقل قدرة على التكيف ومواجهة هذه المخاطر”.

ووصف كيف تستخدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الطاقة الشمسية للمساعدة في حماية المجتمعات من الجفاف والفيضانات والطقس المتطرف في منطقة الساحل والقرن الأفريقي والشرق الأوسط.

وأضاف كاربونييه: “ما نحتاج إليه هو توسيع نطاق هذه الجهود، وهو ما يعني توجيه المزيد من التمويل المناخي إلى مناطق الصراع”.

ويوفر هذا النهج المحلي مساعدات فورية مع وضع الأساس للتعافي المستدام في المناطق التي تعاني من محدودية الموارد وتضرر البنية التحتية.

غزة: تقاطع الحرب والأزمة البيئية

تمثل الحرب والاحتلال في غزة أزمة بيئية وإنسانية خطيرة.

ألقى ولي العهد الأردني الأمير حسين كلمة في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. وفي دعوته إلى التضامن العالمي مع غزة، قال: “إن إنقاذ كوكبنا يجب أن يبدأ من فرضية مفادها أن كل الأرواح تستحق الإنقاذ”. ووصف كيف أن الحرب “تزيد من التحديات البيئية في غزة وخارجها”.

وسلط تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الضوء على التلوث الشديد الذي أصاب أراضي غزة ومياهها وهوائها بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك أنظمة الصرف الصحي والنفايات، مما ترك المجتمعات محاطة بالحطام الخطير.

وقال كاربونييه إن غزة تجسد الأزمة المزدوجة التي تواجهها العديد من مناطق الصراع، حيث تؤدي الحرب إلى تكثيف الضرر البيئي وتعميق التحديات الإنسانية.

وأضاف أن “الصراع في غزة أدى إلى تدهور البنية التحتية الحيوية إلى الحد الذي أصبحت فيه الموارد الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء نادرة”.

وأضاف أن “حلول الطاقة المتجددة، مثل شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة، يمكن أن توفر الإغاثة الأساسية من خلال توفير الطاقة المستقرة للمستشفيات والمدارس والمنازل”.

وفي غزة، توفر شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة التي نشرتها المنظمات غير الحكومية بالفعل الطاقة الأساسية للمستشفيات والملاجئ الطارئة، وتوفر بديلاً مستدامًا لواردات الوقود التي حاصرتها القوات الإسرائيلية منذ بدء الصراع.

المرونة من خلال البنية التحتية للطاقة النظيفة

تتمتع البنية التحتية للطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بقدرة عالية على التكيف مع ظروف الصراع وما بعد الصراع بسبب متطلبات صيانتها المنخفضة وتصميمها المعياري.

تتطلب الألواح الشمسية وطواحين الهواء الحد الأدنى من الصيانة، كما تسمح طبيعتها المعيارية بتطوير البنية التحتية بشكل تدريجي مع تحسن الوضع الأمني.

وقد أثبت هذا النهج فعاليته في سوريا، حيث تعمل شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة على توفير الطاقة لمخيمات اللاجئين، وتوفير الكهرباء بشكل مستمر للخدمات الحيوية مثل الصرف الصحي والرعاية الصحية.

وبحسب كاربونييه، فإن هذه الشبكات الصغيرة “تقلل من الاعتماد على عمليات تسليم الوقود المكلفة والخطيرة في كثير من الأحيان، وتعمل على استقرار إمدادات الطاقة للمجتمعات التي تعاني من الضغوط”.

أصبحت شبكات الطاقة المتجددة الصغيرة الآن معترف بها باعتبارها حجر الزاوية في المساعدات الإنسانية، حيث توفر الاستقرار للسكان المتضررين من الأزمات الطويلة الأمد.

التداعيات السياسية والدعم الدولي

ولكي تصبح الطاقة المتجددة أداة موثوقة في التعافي بعد الصراع، فإن الدعم الدولي المنسق وأطر السياسات القوية أمران أساسيان.

وسلط يالتشين رافييف، كبير المفاوضين الأذربيجانيين في مؤتمر المناخ، الضوء على الحاجة إلى الدعم المالي الموجه بشكل خاص إلى مناطق الصراع. وقال رافييف: “إن سد الفجوات بين تمويل المناخ وجهود بناء السلام يمكن أن يفتح الباب أمام فوائد كبيرة للمجتمعات الناشئة من الصراع”.

أكد الرئيس البلغاري رومين راديف على العلاقة بين القدرة على التكيف مع المناخ والاستقرار العالمي، وقال لصحيفة عرب نيوز: “إن الأحداث الجوية المتطرفة لا تهدد الناس والاقتصادات فحسب، بل تهدد أيضًا أمن واستقرار العالم”.

وتسلط تصريحاته الضوء على أهمية أهداف مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في تعزيز السلام من خلال تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.

اترك تعليقاً