أصبحت في صدارة المؤسسات الأكاديمية
جمال علم الدين
أولت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، الذكاء الاصطناعي، اهتمامًا كبيرًا منذ وقت طويل، لترسم رحلة من التطوير المستمر، وضعتها في صدارة المؤسسات الأكاديمية الفاعلة في زيادة القدرات البشرية والابتكارات في هذا المجال، سواء في المملكة أم المنطقة.
ودعمت “كاوست” بنيتها التحتية الكبيرة بتقنيات متقدمة، يُشغّلها خبراء رائدون، كما حرصت على عقد شراكات تعاونية متميزة مع مؤسسات رئيسية من القطاعين العام والخاص؛ لتضمين الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات الحيوية ذات التأثير الوطني في البلاد مثل الأمن والطاقة وتحليلات البيانات والصحة؛ دعماً لمستهدفات رؤية المملكة رؤية 2030، مؤمنة بأن الذكاء الاصطناعي يُعَدّ من الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة للمملكة؛ لأنها تعمل على تحسين الكفاءة واتخاذ القرارات والأداء في المجالات ذات الأولوية القصوى؛ والتي في مقدمتها تحليل البيانات والاتصالات الرقمية.
وركزت “كاوست” من خلال إنشاء أكاديميتها التي تُعتبر الأولى من نوعها؛ على أن تكون هيئة دورات تدريبية؛ تقدم مخرجاتها مجاناً للطلبة والمفتوحة لكافة المواطنين والمقيمين في المملكة الذين يمتلكون مجموعة من المهارات الأساسية، بدءًا من خريجي الجامعات الجدد إلى المتخصصين في إدارة الأعمال إلى المديرين التنفيذيين للشركات.
كما ركزت أيضًا، بالتزامن مع ما تشهده دوراتها التدريبية في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من إقبال واسع؛ على جلب أفضل خبرات الجامعة للناس في مختلف أنحاء المملكة، وتصميم برامجها للارتقاء المستمر بالمهارات في عالم متسارع تحركه التقنية.
وسعيًا نحو تعزيز تجربتها مع الذكاء الاصطناعي، تبنت “كاوست” إطلاق منظومة الدورات التدريبية القائمة على العلوم والتقنية تحت مسمى “التعليم المستمر” من خلال أكاديمية “كاوست”؛ التي قدمت منذ انطلاقتها 2022، ستة برامج تدريبية، وثلاثة معسكرات صيفية، وعملت مع 20 جامعة سعودية؛ مستقطبة المشاركين من 12 مدينة من مختلف أنحاء المملكة؛ تشكل النساء 70% منهم؛ وأنهت تدريب حوالي ألفي طالب وطالبة بنهاية ذات العام؛ في ظل تواجد نخبة من خبراء هذا المجال أمثال البروفيسور يورغن شميدهوبر مدير مبادرة الذكاء الاصطناعي في الجامعة والشهير عالمياً بـ”أبي الذكاء الاصطناعي الحديث”.
وتهدف الجامعة من خلال ترسيخ رحلتها مع الذكاء الاصطناعي إلى معالجة المعلومات بسرعة فائقة وطرح أفكار جديدة وتحقيق الاستنتاجات وخطط المهارات الناجحة بكفاءة عالية؛ ويلبي حاجة المملكة إلى صقل القدرات والتدريب لإنتاج كوادر وطنية عالية الجودة؛ بالمزج بين أسلوب تعليم متميز ومحتوى متطور ملائم لظروف العالم الحقيقي.
ولم تقف إسهامات “كاوست” عند الدورات التدريبية، بل أولت صقل القدرات اهتمامًا كبيرًا، خاصة في النواحي التي تتماشى مع الأهداف الوطنية كالأمن السيبراني، والمعلوماتية الحيوية، والعلوم التطبيقية والحاسوبية، وتحليلات الأعمال، وإنترنت الأشياء “IoT”، والروبوتات.
وأطلقت برنامج جامعة أكسفورد الذي يتكامل مع الجامعة، ضمن شراكاتها وتطوير علاقاتها مع الداعمين من رجال الأعمال؛ بهدف تمكين وتحسين مهارات الطلاب والطالبات من المدارس والجامعات في مجال التقنيات الحديثة، التي تحقق لهم الفهم بكيفية عمل تلك التقنيات.
أقرأ ايضا : بالاستشعار..”كاوست” تحارب “السرطان”
وأنهت الجامعة في فترات سابقة دعم أكثر من 800 طالب وطالبة من مناطق المملكة بشراكاتها الفعالة، من خلال تقديم عدد من الدورات التقنية التدريبية في مختلف مدن المملكة كالرياض والدمام وجدة وجيزان وأبها والمدينة المنورة وتبوك وذلك إيمانًا من الجامعة بقدرات الأجيال الشابة من أبناء وبنات هذا الوطن، ممن لديهم الشغف والإبداع للمضي في سير الإنجازات العلمية في قطاع التقنية