باكو: ينطلق مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP29 المرتقب بشدة يوم الاثنين في باكو بأذربيجان، حيث يجمع قادة العالم والخبراء والناشطين لمعالجة التحديات البيئية العاجلة التي يواجهها كوكب الأرض.
ويستمر الحدث هذا العام حتى 22 نوفمبر، ويتمحور حول موضوع “التضامن من أجل عالم أخضر”.
ويهدف مؤتمر المناخ، الذي يتوقع أن يشارك فيه أكثر من 50 ألف شخص، بما في ذلك كبار قادة الصناعة وصناع السياسات، إلى دفع العمل المناخي العالمي. ومع ذلك، سيغيب عدد من القادة الرئيسيين – رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، والرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا – بشكل ملحوظ، وفقًا لرويترز.
يركز مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون بشكل خاص على تمويل المناخ، حيث تسعى الأطراف إلى تحديد هدف كمي جماعي جديد بشأن التمويل.
وتتزايد التوقعات مع استعداد الوفود لمناقشة موضوعات تشمل خفض انبعاثات الكربون، والتنمية المستدامة، ودمج القدرة على التكيف مع المناخ في السياسات الوطنية.
تعد أذربيجان منتجًا مهمًا للوقود الأحفوري، تمامًا كما استضافت الإمارات العربية المتحدة المؤتمر العام الماضي، لكن الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين مختار باباييف قال مؤخرًا إن استضافة المؤتمر هي علامة على التغيير.
قمة المناخ “كوب 29”
وأضاف: “مثل المملكة العربية السعودية، كانت أذربيجان تاريخيًا منتجًا مهمًا للطاقة، وخاصة في النفط والغاز. إن استضافة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين يشير إلى تحولنا من مصادر الطاقة التقليدية إلى تبني حلول الطاقة المتجددة”.
وأضاف أن “هذا الحدث سيسمح لنا بتسليط الضوء على جهودنا المستمرة لتنويع مزيج الطاقة لدينا، والاستثمار بكثافة في مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين”.
ويهدف المؤتمر إلى تقديم الدعم للعمل العاجل وتعزيز الشعور بالمسؤولية المشتركة بين المنظمات الدولية.
وسلط باباييف الضوء على دور أذربيجان في تنسيق الجهود العالمية. وقال: “نأمل أن يكون مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون في أذربيجان بمثابة منصة للدول النامية للتعبير عن تحديات المناخ الفريدة وحلولها.
وقال “باعتبارها دولة واجهت تحولاً بيئياً واقتصادياً، فإن أذربيجان تدرك التوازن الدقيق بين احتياجات التنمية والمسؤولية المناخية”.
وأضاف: “يمكننا تسهيل الحوار الشامل بين دول الجنوب العالمي والدول المتقدمة لضمان أن يكون العمل المناخي منصفاً وعادلاً”.
وفي معرض تعليقه على استعدادات البلاد لاستقبال الزوار، قال باباييف: “من حيث الخدمات اللوجستية ولضمان استعداد باكو لاستضافة آلاف الوفود من مختلف أنحاء العالم، فقد استثمرنا في البنية التحتية للمدينة، مع التركيز القوي على الاستدامة”.
وأضاف أنه يتم أيضًا الاستثمار في توسيع خيارات النقل العام الأخضر، وتحسين مرافق المؤتمرات، وتحسين التنقل الحضري لتقليل التأثير البيئي أثناء الحدث.
وأضاف باباييف: “بالإضافة إلى ذلك، نحن ملتزمون بتحقيق مستوى أخضر من الأداء من خلال دمج الطاقة المتجددة في عمليات الحدث والهدف هو تطبيق سياسة عدم النفايات طوال المؤتمر”.
وأضاف باباييف أن بعض مبادرات حماية البيئة الراسخة تشمل إعادة تشجير المناطق المتدهورة وحماية بحر قزوين.
“وسوف يسلط مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون الضوء على هذه المبادرات ويشجع التعاون الدولي لتكرارها.”
ورغم أن الطريق أمامنا مليء بالتحديات، فإن مؤتمر المناخ COP29 يمثل فرصة حاسمة لتحويل الطموح إلى نتائج ملموسة للأجيال القادمة.
بحث التهديدات المتزايدة للتغير المناخي
وقال باباييف: “نحن مستعدون للقيادة والابتكار وتعزيز التعاون الدولي اللازم لمعالجة أزمة المناخ وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع”.
أشار إلى أن المراقبة البيئية في أذربيجان تتسم بالخطورة، حيث تم تنفيذ حملة صارمة استهدفت المجتمع المدني، مما أسكت أي معارضة حقيقية بشكل فعال وأدى إلى اعتقالات عديدة.
قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، كانت موسكو تزود أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي عبر أربعة خطوط أنابيب، لكن معظم هذه الإمدادات تعطلت.
تلك التطورات كانت في صالح أذربيجان، حيث أبرم الاتحاد الأوروبي صفقة معها في وقت لاحق من ذلك العام لزيادة وارداته من الغاز الأذري إلى عشرين مليار متر مكعب سنويًا بحلول عام 2027. ومع ذلك، تثار تساؤلات حول قدرة أذربيجان على تلبية هذا الطلب، بالإضافة إلى الخلافات المتعلقة بمدة الصفقة.
وأكد المسؤولون في أذربيجان أنه من غير العادل انتقاد باكو لزيادة إنتاجها من الوقود الأحفوري في ظل الطلب الأوروبي، بينما تسعى الحكومات الوطنية للحفاظ على أسعار الوقود منخفضة للمواطنين.
كما أن استضافة أذربيجان لمؤتمر “كوب 29” تسلط الضوء على اعتماد البلاد الكبير على عائدات بيع الوقود الأحفوري، وكذلك على استمرار اعتماد أوروبا والعالم على هذه الموارد.