تمكّن مرصد الختم الفلكي في صحراء أبو ظبي من تصوير سديم “سماعة الرأس” بعد جلسة رصد استمرت 39 ساعة؛ ليكشف عن مشهدٍ كوني نادرٍ يحمل تفاصيل مذهلة عن هذا السديم، الذي سُمي بهذا الاسم؛ نظرًا لشبهه سماعة الرأس.
وأوضح مدير المرصد المهندس محمد عودة؛ ، أن السديم يقع في كوكبة الوشق، وهو ناتج من انفجار نجمٍ مماثلٍ في كتلته للشمس، حيث تشكّلت الغازات الناتجة من الانفجار، في مشهدٍ يظهر في الصورة باللونَيْن الأحمر والأزرق، بينما تحوّل ما تبقى من النجم إلى قزمٍ أبيض، وهو نجمٌ صغيرٌ وكثيفٌ يظهر في منتصف السديم بلون شديد الزرقة، ويشع بقدر 16.8.
وأضاف “عودة”؛ أن هذه الصورة تمثل المستقبل المتوقع لشمسنا، حيث يُعتقد أنها ستنتهي بانفجارٍ مشابهٍ، مخلفة سديماً مماثلاً وقزماً أبيض في المنتصف.
وأشار إلى أن سديم “سماعة الرأس” اكتُشف عام 1939، ويبلغ قطره نحو 4 سنوات ضوئية، مما يعني أن الضوء يحتاج إلى 4 سنوات ليقطعه من طرف إلى آخر. يقع هذا السديم داخل مجرة درب التبانة، على بُعد 1600 سنة ضوئية من الأرض. ورغم هذه المسافة التي تُعد قريبة نسبياً، إلا أن الصورة الملتقطة تكشف عن مجرات أخرى تبعد نحو مليار سنة ضوئية، يمكن رؤيتها في الجزأين العلوي والسفلي من الصورة، حيث تمّت الإشارة إليها برموز تبدأ بـ PGC.
وتمَّت معالجة الصورة من قِبل هيثم حمدي؛ فيما ضمّ فريق المرصد كلاً من: أسامة غنام، أنس محمد، وخلفان النعيمي. وتم التصوير باستخدام تلسكوب قطره 14 “إنش”، وكاميرا أحادية اللون، في بيئة ضوئية بمستوى Bortle 6، وخلال 775 لقطة بمدة 3 دقائق لكل لقطة، موزعة على مرشح الهيدروجين (17 ساعة)، مرشح الأكسجين (18 ساعة)، والمرشحات الملوّنة (4 ساعات).