أكثر من 500 مدير في قطاع التأمين يشاركون آراءهم حول المخاطر والفرص والتوجّهات المتوقع متابعتها حتى العام 2040
تم مؤخراً تقدير فجوة الحماية العالمية، التي تمثل الفارق بين الخسائر المؤمّن عليها وغير المؤمّن عليها في مجالات التأمين على الحياة والصحة والكوارث الطبيعية والمحاصيل، بنحو 1.8 تريليون دولار. ويكشف استطلاع جديد بعنوان “مستقبل التأمين”، شارك به أكثر من 500 من المسؤولين التنفيذيين في مجال التأمين من 17 دولة، وأجرته مؤسسة “إيكونوميست إمباكت” بالتعاون مع شركة ساس الرائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، كشف الاستطلاع أن 78% من المشاركين يعتقدون أن قطاع التأمين ينطلق من “التزام أخلاقي” من أجل سدّ فجوة الحماية.
ويرى المسؤولون التنفيذيون الذين شملهم الاستطلاع أيضاً أن التكنولوجيا تعتبر الوسيلة الأكثر فعالية لشركاتهم لمعالجة فجوة الحماية. ونظراً لتزايد الخسائر التي تتكبدها شركات التأمين بسبب التحديات التي تفرضها ظواهر تغير المناخ، يعتقد ثلاثة من كل أربعة (76%) أن سد فجوة الحماية تُمثّل فرصة عمل “مهمة”.
ويستعرض التقرير العالمي لقطاع التأمين، المقترن مع لوحة بيانات تحت عنوان “كشف المسارات حتى العام 2040″، المخاطر والفرص والاتجاهات التي يعتقد قادة التأمين أنها ستُشكّل معالم قطاع التأمين في السنوات القادمة. وإلى جانب فجوة الحماية العالمية، تشمل هذه الاتجاهات حالة الطوارئ المناخية، وابتكار البيانات والذكاء الاصطناعي، ومخاطر الاحتيال والأمن السيبراني المتزايدة.
وقام خبراء من المنتدى الاقتصادي العالمي، وجمعية جنيف، و “إيكونوميست إمباكت” وساس، باستكشاف البحث بعمق في ندوة افتراضية عقدت في 6 مارس، إلى جانب فتح باب التسجيل لحضور هذا الحدث تحت عنوان “أربعة توجهات مستقبلية للتأمين: رؤى استراتيجية مستلهمة من بحث إيكونوميست إمباكت”، كما تم بثّها مباشرة في تمام الساعة 11 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وستكون متاحة لاحقاً عند الطلب.
وقالت سابين فانديرليندن، الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لشركة Alchemy Crew : “يتمثل الهدف من التأمين دائماً في تعزيز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر، واليوم أصبحت التحديات أكبر من أي وقت مضى. ونظراً لوجود فجوة حماية عالمية تبلغ قيمتها 1.8 تريليون دولار، إلى جانب التحديات المتزايدة القائمة، مثل تغيّر المناخ والاحتيال والتهديدات السيبرانية، يقف القطاع حالياً عند مفترق طرق”.
الفجوة تتسع بوتيرة متسارعة
تسببت الحرائق الكارثية المتزايدة والفيضانات والعواصف والزلازل في خسائر اقتصادية عالمية بلغت قيمتها 368 مليار دولار في العام الماضي 2024؛ بينما كان 60% من هذه الخسائر غير مؤمّنة. وتظهر البيانات الصادرة عن قطاع التأمين على الممتلكات والحوادث، أن المجتمعات الضعيفة تتحمل العبء الأكبر، خاصة في الأسواق عالية المخاطر، حيث تجعل تداعيات تغير المناخ الحصول على التأمين مكلفاً للغاية، أو يستحيل تحمّل تكاليفه تماماً.
وتشمل فجوة الحماية أيضاً الخسائر المالية للسكان المحرومين تاريخياً في مجال التأمين الصحي والتأمين على الحياة، والتي ستزداد خطورة مع استمرار تحديات تغير المناخ وتهديداته. وعلى سبيل المثال، يُتوقع أن تلحق الحرارة والبرودة الشديدة الضرر بالأطفال وكبار السن والفئات المهمشة اجتماعياً واقتصادياً، كما يصل حد المخاطر إلى فرض تهديدات تطال حياتهم. وسيكون تحسين الوصول إلى التغطية التأمينية بأسعار معقولة للأسواق والشرائح المحرومة أمراً ضرورياً، الأمر الذي يفرض على شركات التأمين الصحي والتأمين على الحياة ضرورة التكيّف مع تفاقم مخاطر المناخ.
وقال شون كيفليجان، الرئيس التنفيذي لمعهد معلومات التأمين: “بما أن قادة قطاع التأمين يُمثّلون خط الدفاع المالي الأول، فإنهم يدركون أن التحول من نهج الاكتشاف والإصلاح بعد الكوارث، وتبني آليات التنبؤ والوقاية، يعدّ إجراءً بالغ الأهمية لمواجهة المخاطر المناخية المتزايدة، ومعالجة تحديات القدرة على تحمل تكاليف التأمين. وعلاوة على ذلك، ينبغي إيجاد طرق لتحفيز هذا التحول في السلوكيات وطرق التفكير بين عملائنا ومجتمعاتنا، من أجل خفض مستويات المخاطر وكذلك فجوة الحماية”.
ما هي المعوّقات التي تحول دون اتخاذ الإجراءات المناسبة؟
يرى المسؤولون التنفيذيون في مجال التأمين أن النقاط التالية تُشكل حواجز داخلية رئيسية تحد “بشكل كبير” من قدرة مؤسساتهم على الاستفادة من اتجاهات القطاع، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
- فهم احتياجات المستهلكين (76%)
- فهم البيئة الخارجية (75%)
- أنظمة التكنولوجيا القديمة (75%)
- العمل في صوامع/ أي بشكل منعزل تماماً عن الآخرين (74%)
- الابتكار بمعدل بطيء (74%)
- نقص الموارد (73%)
وقال فرانكلين مانشستر، كبير مستشاري التأمين العالمي في ساس: “يعتقد ثلاثة أرباع (77%) من قادة التأمين أن الافتقار إلى الثقة في القطاع يعتبر حاجزاً كبيراً أمام سد فجوة الحماية، علماً أن هذه الأرقام لا تثير الاستغراب بتاتاً. وفي الوقت الذي تقوم فيه شركات النقل بالانسحاب من المناطق المعرضة للكوارث، إلى جانب تنامي مشاكل انتهاك خصوصية البيانات، يجب على شركات التأمين أن تتصرف بحزم لاستعادة ثقة المستهلك والجهات التنظيمية”.
وأضاف أيضاً: “ستكون الشفافية الكاملة للبيانات والاستثمار في الابتكار المسؤول خطوة مهمة إلى الأمام نحو إصلاح السمعة والثقة بالعلامات التجارية، وهي واحدة من أهم ثلاث نتائج ركّز عليها المسؤولون التنفيذيون الذين شملهم الاستطلاع، ويمكن أن تتحقق من سد فجوة الحماية”.
التكنولوجيا تُمهّد الطريق لسد فجوة الحماية
• تم استطلاع آراء المديرين التنفيذيين حول أفضل الطرق لسد الفجوة العالمية في الحماية، حيث تعتمد ثلاث من بين أكثر أربع حلول شيوعاً على التكنولوجيا، وتشمل:
• استخدام التكنولوجيا لجعل منتجات التأمين متاحة بتكلفة معقولة (48%)، ويقوم 40% من الشركات المشاركة في الاستطلاع بنشرها حالياً.
• تطوير منتجات تأمين مبتكرة، مثل التأمين البارامتري أو التأمين الجزئي (42%)؛ ويتم تنفيذها حالياً في 40% من الشركات المشاركة في الاستطلاع.
• التعامل مع الجهات التنظيمية عبر شركات التأمين (38%)، وتقوم 28% من الشركات المشاركة في الاستطلاع حالياً بذلك.
• الاستفادة من البيانات لتقييم المخاطر وتصميم المنتجات بشكل أفضل (39%)؛ وتعمل 32% من الشركات المشاركة في الاستطلاع على ذلك.
واختتمت فانديرليندن حديثها بالقول: “سيكون المستقبل حليف تلك الشركات التي تحرص على الابتكار وتستفيد من مُخرجاته، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبيانات والتقنيات المتقدمة، لجعل التأمين متاحاً بطريقة أسهل وأكثر إنصافاً. وبينما يتمثّل دور القطاع في تغطية المخاطر، يتوقع منه أيضاً أن يُمكّن المجتمعات، وأن يُعزز الثقة، إلى جانب دوره في جسر فجوة الحماية لضمان مستقبل أكثر أماناً”.
دفع عجلة التأمين إلى الأمام
استكشف نتائج الدراسة من خلال تجربة تفاعلية عبر الرابط: SAS.com/insuranceforward.