سلطت منظمات عالمية وسعودية، اليوم الثلاثاء، الضوء على العمل المهم الذي تقوم به المرأة في مكافحة الجفاف وتعزيز الاقتصادات المحلية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية.
ويأتي ذلك في أعقاب تقرير أصدرته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ومنظمة الأغذية والزراعة يسلط الضوء على تأثير الجفاف على النساء، مع التأكيد على قدرتهن على الصمود وقيادتهن في معالجة تحديات المناخ.
وستكون الأفكار الواردة في التقرير بمثابة أساس للمناقشات في مؤتمر الأطراف السادس عشر، الذي ستستضيفه المملكة العربية السعودية في ديسمبر/كانون الأول.
ويدعو التقرير إلى الاعتراف بالمبادرات التي تقودها النساء ودعمها لحماية المجتمعات الضعيفة من العواقب القاسية للجفاف.
اليوم العالمي للمرأة الريفية
وعلاوة على ذلك، فهو يسلط الضوء على الأهمية الحاسمة لتأمين حقوق المرأة في الأرض لتحقيق الأمن الغذائي.
أكد المتحدث الرسمي لبرنامج الزراعة المستدامة في ريف السعودية، ماجد البريكان، الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة الريفية كمورد بشري ثمين قادر على المساهمة في الأنشطة والمشاريع المتنوعة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
كما سلط الضوء على مبادرات البرنامج الرامية إلى خلق المزيد من فرص العمل للمرأة من خلال إشراكها في الأنشطة الريفية والمشاركة في سوق العمل وتنمية المهارات بهدف تعزيز استقرارها الاقتصادي وتحقيق الاستدامة المالية.
وقال البريكان إن شركة ريف السعودية سهلت مشاركة أكبر للمرأة الريفية في العمل من خلال تقديم الخدمات الاستشارية والتوجيهية الهادفة إلى دمجها في مختلف الأنشطة.
وأضاف أن البرنامج يقدم أيضًا التدريب لتعزيز مهاراتهن، ويعزز بيئة استثمارية داعمة ويساعد في إنشاء حاضنات لرائدات الأعمال الريفيات، مما يتيح نمو المشاريع الريفية الصغيرة والمكملة.
منذ إطلاقها في عام 2020، تمكنت شركة ريف السعودية من تمكين 57,719 امرأة ريفية من التأهل للحصول على الدعم عبر قطاعات متعددة.
ويشمل ذلك 1897 امرأة في قطاع القهوة، و6171 في قطاع العسل، و4577 في إنتاج الفاكهة، و245 في قطاع الورد، و2008 في المحاصيل البعلية، و42621 في قطاعات القيمة المضافة.
وأضاف البريكان أنه تم تأهيل 54.933 سيدة حتى الآن في كافة القطاعات عبر شركة ريف السعودية، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وقال إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إنه في حين يُنظر إلى النساء في كثير من الأحيان على أنهن الأكثر ضعفاً أثناء فترات الجفاف، فإنهن يظهرن أيضاً قدرة غير عادية على الصمود والقدرة على الحيلة.
وقال إن النساء في مناطق مثل الساحل وشمال كينيا وإيران وبيرو والمغرب كن في طليعة جهود التكيف مع المناخ، حيث ابتكرن استراتيجيات مبتكرة لمساعدة أسرهن على التعامل مع الظروف القاسية.
وقال ثياو إن معالجة عدم المساواة بين الجنسين ليست مجرد مسألة إنصاف، بل هي أيضا فرصة كبيرة لإطلاق العنان لإمكانات غير مستغلة في مكافحة تغير المناخ.
تعاني النساء بشكل غير متناسب من الآثار السلبية للجفاف بسبب عدم المساواة المتجذرة بين الجنسين والتي تحد من وصولهن إلى الموارد الأساسية مثل الأراضي والمياه والخدمات المالية.
وتؤدي هذه التفاوتات إلى تحميل النساء أعباء عمل ثقيلة، حيث غالباً ما تكون مسؤولة عن جمع المياه، مما يضطرهن إلى السفر لمسافات كبيرة ويعرضهن لمواقف خطيرة.
وعلاوة على ذلك، فإن عبء العمل الرعائي غير مدفوع الأجر يزيد من تعقيد قدرة المرأة على التعامل مع الجفاف، مما يؤكد الحاجة إلى استراتيجيات مواجهة الجفاف التي تعالج التحديات الخاصة بها.
وبغض النظر عن العوائق المنهجية، تعمل النساء على ابتكار حلول لمساعدة مجتمعاتهن على التكيف مع الظروف البيئية المتدهورة.
وذكر التقرير أن النساء ينتجن ما يصل إلى 80% من الغذاء في البلدان النامية، لكنهن يمتلكن أقل من 20% من الأراضي في جميع أنحاء العالم.
ويؤدي هذا التفاوت إلى الحد من قدرتهم على الوصول إلى الموارد الحيوية، مثل الائتمان والتدريب، والتي تعتبر ضرورية للاستعداد للجفاف والتعافي منه.
عمل المرأة في مجال الاستدامة
وأضاف التقرير أن الجفاف يتسبب في 15% من الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالكوارث على مستوى العالم ويؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية.
وفي المناطق التي تعتمد على الزراعة البعلية، على سبيل المثال، تهدد آثار الجفاف سبل عيش النساء، اللاتي يشكلن نسبة كبيرة من القوى العاملة الزراعية.
وبالإضافة إلى ذلك، يظهر تقرير الأمم المتحدة أن تدهور الأراضي يؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل، حيث يتعرض حوالي 40 في المائة من أراضي العالم للتدهور، مما يؤثر على أكثر من 3.2 مليار شخص.
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أنه عندما تتمتع المرأة بملكية آمنة للأرض، فإن تغذية الأسرة تتحسن، ويزداد الإنفاق على تعليم الأطفال، وتتحسن الظروف الاقتصادية العامة للأسر.
ويتضمن التقرير أيضًا دراسات حالة من العديد من البلدان تظهر قيادة المرأة في تحسين القدرة على التكيف مع الجفاف.
وفي أحد الأمثلة، تقوم النساء الراعيات في بيرو بالجمع بين التقنيات الحديثة والتقليدية للرصد البيئي الهيدرولوجي لإدارة موارد المياه بشكل فعال وضمان الغطاء النباتي على مدار العام للماشية.
ويوضح هذا المثال كيف تحقق النساء خطوات كبيرة في بناء القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف.