تحتضن مدينة سلا المغربية هذه الأيام مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي، الذي يُنظم من قبل مجلس مقاطعة باب لمريسة تحت شعار “أنوار التراث الصوفي بين الفكر والذكر”، في الفترة من 18 إلى 27 أكتوبر 2024.
ووفق المنظمين، يروم المهرجان تسليط الضوء على الميراث الصوفي الزاخر لمدينة سلا، باعتباره موروثا ثقافيا غير مادي، كما يهدف الى تقوية روابط ساكنة سلا بجذورها التاريخية، وميراثها الأخلاقي، بغية تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.
أقرأ أيضا.. هيئة التراث تختتم أكبر مهرجان لـ “البشت الحساوي”
وأشار المنظمون الى سياق تنظيم هذه التظاهرة الدينية والثقافية، الذي يأتي بعد إنجاز البرنامج التأهيلي الملكي الكبير لمدينة سلا العتيقة، الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، انطلاقته سنة 2019، ويسعى الى الحفاظ على هوية المدينة العتيقة ومعالمها الأصيلة.
وتم إحياء حفل افتتاح المهرجان من قبل المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية، برئاسة الأستاذ معاذ القادري، وتميزت هذه الأمسية بتكريم عدة شخصيات بارزة تقديرًا لجهودها في دعم الثقافة الصوفية والحفاظ على التراث الروحي، يُمثل هذا التكريم رسالة شكر واعتراف بدور هؤلاء الفاعلين في ضمان استمرارية هذا التراث الغني.
وأكد الدكتور خالد ميار الإدريسي، مدير المهرجان، أن المهرجان يبتغي المساهمة في الاحتفاء بكتاب الله عبر تلاوته في مختلف الزوايا ، وتجديد الاهتمام بالميراث الثقافي الصوفي والسماع بسلا،
وتعريف ساكنة المدينة بتراثها الثقافي الصوفي وحملها على الاهتمام به وصيانته، والتعريف بأهل الصلاح والولاية بسلا ودورهم التاريخي في التنشئة الروحية للأجيال عبر التاريخ.
وأضاف أن هذه التظاهرة الدينية تهدف إلى تمكين المثقفين من تجديد النظر في التراث الصوفي عامة والسلاوي خاصة من منظورات متعددة، وتوثيق التراث الصوفي بسلا، وتكريم شيوخ الذكر والفكر والمديح والسماع، مشيرا إلى اطلاق حملة تضامن اجتماعية للعناية بالأشخاص المعوزين من سكان مدينة سلا.
ويشتمل البرنامج على سهرات للمديح والسماع الصوفي اضافة الى تنظيم أنشطة فكرية تتمثل في عقد ندوات علمية ومعرض الكتاب والمخطوطات الصوفية والخط العربي.