“العيد جاكم (جاءكم) ورمضان تعداكم (انتهى)”، و “عساكم من عوداه” و”عيدكم مبارك”، و”كل عام وأنتم بخير”، عبارات جميلة وموروثة يتناقلها القطريون ويتبادلون بها التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد، بعد انقضاء شهر رمضان المبارك.
يبدأ القطريون الاستعداد لعيد الفطر من العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث يتميز عيد الفطر بالعديد من المظاهر التي ترسخ العادات والتقاليد القطرية، وتحتفي بالتنوع الثقافي والاجتماعي في البلاد، وفق تقرير أعدته W7Worldwide للاستشارات الإستراتيجية والإعلامية.
أقرأ أيضا.. 4 عادات قطرية في رمضان
وتعد زينة العيد في الملبس، والمنزل، أحد أهم مظاهر الاحتفاء بالعيد في قطر، وتقوم العائلات في العشر الأواخر من رمضان، بشراء الملابس، وتحضير الحلوى كاللقيمات، والعصيدة، والبلاليط، وهو ما يُسمّى بـ (افالة)، وفي العيد يلبس الجميع الملابس الجديدة، حيث يقوم الرجال بخياطة أثواب جديدة مع شراء البشت والعقال والغترة، وترتدي النساء والأطفال فساتين جميلة أو ملابس عصريّة أو جلابيات مطرّزة، مع تخضيب أيديهن بالحناء، وارتداء العباءات التي تحمل الطابع التراثي القطريّ بخامات ملونة جميلة.
ويكون الأطفال أكثر فرحا بقدوم العيد حيث يجوبون أحياءهم، لتهنئة الجيران بالعيد والحصول على العيدية، وهم يرددون الأهازيج والعبارات التقليدية أثناء طرق أبواب المنازل.
ويحرص القطريون في العيد على إقامة وليمة يدعى إليها الأقارب والأصدقاء وهي تسمى “الذبيحة” التي اعتاد أهل قطر عليها، وتُقام في بيت كبير العائلة أول أيام العيد، وهي عبارة عن طبق “المكبوس” (أرز مع لحم أو دجاج)، إضافةً إلى الحلويات والفطائر والقهوة العربية، مع تبخير البيت وتعطيره، ويُحتفى بخروج الضيوف بتعطيرهم بالعود؛ عملًا بالمثل الشعبي: (ما عقب العود قعود).
كما تُعد الصدقة أحد أوجه مظاهر العيد والترابط الاجتماعي القطري، حيث تتفق العائلات القطرية على أوجه البر، ومنها الصدقات، كمت اعتاد القطريون خلال أيام العيد ترك أبواب منازلهم الرئيسة مفتوحة وذلك دليل على وجودهم وترحيبهم بالزائرين.
وخلال أيام عيد الفطر، تعم الاحتفالات دولة قطر، وتبدأ منذ صلاة العيد صباحًا، ثم تجتمع العائلات على الوليمة، ويتبادلون الهدايا والتبريكات، والعيديات، كما أن هناك احتفالات متنوعة، وألعابًا نارية تُقام في جميع أنحاء قطر كمواقع التسوق، والمساحات الخارجية مثل: سوق واقف، والكورنيش، ودرب لوسيل، والحدائق العامة، ومشيرب، وميناء الدوحة القديم، وغيرها. ويحوي بعضها أنشطة تراثية كعروض الحرف اليدوية القديمة، كالحدادة، والنجارة، والخزازة، والعطارة، وكذا الألعاب الشعبية للأطفال.
وتعد العرضة القطرية، أحد أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، حيث يحتفل القطريون بالعيد بفن العرضة، إذ يصطف الرجال صفين يفصل بينهما أمتار، وتُضرب الطبول والدفوف، ويغنّي أحد الشعراء أو الحفّاظ أبياتًا يستمرّ في ترديدها، ويرد عليه آخر، فيما يُسمّى بـ (الشيلة)، كما أن الرقص بالسيوف شائع خلال العرضة، ويرتدي الرجال البشت وثوب (الشلحات) الأبيض المتميز بأكمامه الطويلة والواسعة خلال الشيلة.