39% من المؤسسات متخوفة إزاء اعتماد الموظفين الزائد على المحتوى المؤلَّف من قبل الذكاء الاصطناعي وثقتهم الكاملة به
أظهر تقرير جديد صادر عن مارش، وسيط التأمين ومزود خدمات استشارات المخاطر الرائد عالمياً وإحدى شركات مارش ماكلينان المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز (MMC)،
أن الشركات في المملكة العربية السعودية تواجه مجموعة من المخاطر المتعلقة بالموظفين بدءاً من التطورات التقنية المتسارعة إلى الممارسات الخاصة بالقوى العاملة والحوكمة والاستدامة، والتي في حال عدم إيجاد حلول لها قد تؤثر سلباً على نجاحها المستقبلي.
ويستند تقرير “المخاطر المتعلقة بالأفراد 2024“ العالمي إلى آراء 4,575 مختصاً في مجالات الموارد البشرية والمخاطر شملهم الاستطلاع، من ضمنهم أكثر من 100 مشارك من المملكة العربية السعودية، ويقوم بتصنيف المخاطر من حيث إمكانية وقوعها ودرجة خطورتها
وذلك في خمسة مجالات رئيسية هي: التغيرات التقنية والتحولات الجذرية؛ والمواهب والقيادة وممارسات القوى العاملة؛ والصحة وجودة الحياة والسلامة؛ والحوكمة والامتثال والجوانب المالية؛ والبيئة والاستدامة والحماية.
وخَلُص التقرير إلى أن سوء إدارة الذكاء الاصطناعي كانت في مقدمة المخاوف في صفوف الذين شملهم الاستطلاع في المملكة العربية السعودية،
حيث أعرب 39% منهم عن مخاوفهم إزاء اعتماد الموظفين الزائد على المحتوى المؤلَّف من قبل الذكاء الاصطناعي وثقتهم الكاملة به دون اتخاذهم لإجراءات تحقق مناسبة،
إلى جانب المخاوف إزاء تراجع كل من مستويات التفاعل والتواصل البشري والطابع الشخصي لخدمة العملاء وتواصل الموظفين معهم (35% من الذين شملهم الاستطلاع).
وأبدى الذين شملهم التقرير من المملكة العربية السعودية مستويات مرتفعة من المخاوف بخصوص المخاطر المتعلقة بالأفراد مقارنة بأقرانهم الدوليين، حيث أفادوا بأن إدارات الموارد البشرية والمخاطر في مؤسساتهم تتمتع بنفس درجة الأهمية في معالجة هذه المخاطر.
وشملت المخاطر ذات التصنيف الأعلى من حيث درجة الخطورة وإمكانية الوقوع كلاً من الكوارث الطبيعية وحوادث الطقس المتطرفة، وعدم كفاية تغطية الكوارث الشخصية، وتقنيات الموارد البشرية دون المستوى المطلوب.
كما احتلت مسائل ضعف إدارة مزايا الموظفين، وسوء إدارة المزايا المستحقة للموظفين، والتفاوت بين مكافآت المسؤولين التنفيذيين والعاملين، مواقع متقدمة على قائمة المخاطر.
وقال بسام البدر الرئيس التنفيذي لشركة مارش السعودية: “تدرك المؤسسات في المملكة العربية السعودية الدور الذي يتوجب عليها تأديته في سياق إطار العمل الاستراتيجي الشامل الرامي إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط، وتنويع اقتصادها، وتطوير مجموعة واسعة من الخدمات لصالح المجتمع.
لكن تحقيق هذه الأهداف الطموحة يحتاج إلى قيام الشركات بوضع توجهات جديدة لإدارة المخاطر المتعلقة بالأفراد ضمن إطار عملياتها.
تُظهر نتائج تقرير ’المخاطر المتعلقة بالأفراد 2024‘استعداد الموظفين لنشر التقنيات المتطورة واعتماد التوجهات الجديدة من أجل دعم التغيرات المهمة التي تشهدها المملكة،
كما يشير التقرير إلى ضرورة تقديم قدر أكبر من الدعم إلى الأفراد ضمن المؤسسات من أجل تمكينهم من القيام بذلك بفعالية أكبر”.
من جهته قال محمود غازي، الرئيس التنفيذ لشركة ميرسر الشرق الأوسط: “تسلط نتائج التقرير الضوء على الأداء الجيد الذي تقدمه المؤسسات السعودية مقارنة بنظيراتها على الصعيد العالمي في العديد من المجالات.
أظهرت النتائج أن 75% من الذين شملهم الاستطلاع في المملكة العربية السعودية يؤكدون أن إدارات الموارد البشرية لديهم تدير بفعالية المخاطر المرتبطة بمسائل القوى العاملة،
كما يرى 99% بأن إدارات الموارد البشرية والمخاطر في مؤسساتهم تتعاون للتخفيف من حدة المخاطر المتعلقة بالأفراد، ما يسلط الضوء على التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال الأعوام القليلة الماضية”.
وتوصي مارش من أجل معالجة مشاكل الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالأفراد بضرورة تعاون المؤسسات مع القادة في جميع إدارات المؤسسة بهدف فهم مزايا الذكاء الاصطناعي والمخاطر المرتبطة به، وتقييم السيناريوهات غير الآمنة، وتشجيع الاعتماد الآمن لهذه التكنولوجيا، ووضع استراتيجية خاصة بالأفراد تعطي الأولوية للجوانب الرقمية.