يشهد عالم ركوب الأمواج تحولًا استراتيجيًا يعيد تشكيل ملامح هذه الرياضة، حيث انتقل ممارسوها من شواطئ البحار والمحيطات إلى المنتجعات السياحية المزودة بالأمواج الصناعية،
وقد أظهرت تقارير حديثة أن 16% من راكبي الأمواج يفضلون المنتجعات على الشواطئ التقليدية، بينما قام 11% منهم بزيارة هذه الوجهات الجديدة بشكل متكرر، مما يعكس نجاح هذا النموذج في تقديم تجارب متميزة على مدار العام، وجذب عدد كبير من ممارسي هذه الرياضة.
أقرأ أيضا.. إطلاق أول منتج وطني للتأمين على الأنشطة السياحية الساحلية في المملكة
ومن المتوقع أن ينمو حجم سوق ركوب الأمواج العالمي، الذي بلغت قيمته 4.1 مليار دولار في 2022، ليصل إلى 5.5 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي قدره 4%، ويستفيد هذا النمو من المزايا التي تقدمها المنتجعات المتخصصة من حيث الراحة واستقرار جودة الأمواج مقارنة بالشواطئ الطبيعية، مما يفتح فرصًا استثمارية واعدة في هذا القطاع.
وجهة جديدة
وفي إطار تحقيق أهداف رؤية 2030، اعتمدت المملكة مفاهيم مبتكرة لتعزيز الاقتصاد الترفيهي من خلال إنشاء وجهات جديدة تجمع بين الثقافة المحلية وتجارب المغامرة والترفيه، ويعد التعاون بين شركة مشاريع الترفيه السعودية “سڤن” التابعة لشركة القدية للاستثمار، وشركة “فلو هاوس” التابعة لفلو رايدر العالمية، لإنشاء 3 مناطق ترفيهية جديدة، نموذجًا حيويًا لهذا التوجه.
وتهدف مننتجعات “فلو هاوس” الجديدة إلى تقديم مفهوم جديد في السوق السعودي يجمع بين تجارب متنوعة تشمل الطعام، واستضافة الفعاليات، ورياضة ركوب الأمواج، ومن المقرر إنشاء هذه المنتجعات في ثلاث مدن هي الرياض، وجدة، والخبر.
تجربة ترفيهية
وفي هذا السياق، أكد مارشال ميرمان، رئيس شركة فلو رايدر، على أن الشراكة مع “سفن” تهدف إلى إنشاء وجهة ترفيهية مبتكرة في السعودية تجمع بين ثقافة ركوب الأمواج وتجربة ضيافة متميزة، قائلًا: “هدفنا هو إعادة تعريف تجربة الضيف في المملكة، حيث أتاحت لنا رؤية المملكة 2030 تقديم وجهاتنا الترفيهية للعائلات في أنحاء المنطقة لأول مرة، حيث سنقدم رياضة ركوب الأمواج لجمهور جديد، مما يساهم في تعزيز المشهد الترفيهي في المملكة”.
وتابع: “تمثل هذه الشراكة نقطة تحول استراتيجية في قطاعي السياحة والترفيه، حيث تبرز إمكانيات المنتجعات المخصصة لركوب الأمواج في تحسين العروض الترفيهية”.
ترفيه مائي
وضمن مشاريعها المبتكرة لدعم انتشار رياضة ركوب الأمواج، أطلقت المملكة مشروع ‘أكواريبيا’، المنتزه المائي الأكبر في المنطقة، والذي يضم أول حوض أمواج داخلي مدعوم بتقنية “إندلس سيرف”، التي تتيح تخصيص الأمواج لجميع مستويات اللاعبين عبر برنامج “سويل ستوديو”، ويضم الحوض 32 منطقة توفّر تجربة ركوب أمواج تحاكي الأمواج الطبيعية، حيث يتم إنتاج الأمواج كل 10-16 ثانية، مما يتيح تجربة متميزة وفقًا لمستويات اللاعبين.
وتشمل مناطق ركوب الأمواج خيارات متنوعة لجميع المستويات، حيث يمكن للمبتدئين التدريب في منطقة “الشاطئ”، بينما يمكن للاعبين المتقدمين اختبار حركاتهم على أمواج متكسرة في منطقة “القمة”، مما يوفر لجميع الراكبين فرصة للاستمتاع بتجربة مميزة في نفس الجلسة.
عروض مائية
من جانبه، أشار جيمي تشارلزورث، المدير الإقليمي لشركة “وايت ووتر” في الشرق الأوسط، إلى أن رياضة ركوب الأمواج تعد من الرياضات العالمية سريعة النمو، حيث يمارسها أكثر من 25 مليون شخص حول العالم، معربًا عن حماسه لإطلاق هذه الرياضة وانتشارها في المملكة.
وأضاف تشارلزورث: “إن تقنياتنا المتطورة ستتيح لراكبي الأمواج تجاوز حدود مهاراتهم، وفي الوقت نفسه، ستوفر تجربة استثنائية للمشاهدين، حيث يمكنهم الاستمتاع بمشاهدة العروض المذهلة من مختلف الزوايا المحيطة ببحيرة الأمواج في مدينة الألعاب المائية”.
وتساهم المشاريع الترفيهية الجديدة في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال نمو قطاع السياحة وخلق فرص عمل جديدة، كما تقدم تجارب متنوعة تحسن جودة الحياة وتشجع على أسلوب حياة صحي، وتسعى المملكة، من خلال هذه الوجهات، إلى توسيع خيارات الترفيه للمواطنين والزوار، وتحقيق رؤيتها في أن تصبح وجهة عالمية رائدة للترفيه.