You are currently viewing البلوشي والربيعي والطراونة يستعرضون إسهامات د. عبدالكريم جواد في المسرح العماني
البلوشي والربيعي والطراونة يستعرضون إسهامات د. عبدالكريم جواد في المسرح العماني

البلوشي والربيعي والطراونة يستعرضون إسهامات د. عبدالكريم جواد في المسرح العماني

في ندوة ضمن مهرجان “آفاق العربي” بسلطنة عمان

مسقط – محمد سعد

شهدت فعاليات مهرجان “آفاق العربي للمسرح الجامعي”، الذي تنظمه جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط في الفترة من 12 إلى 16 أبريل الجاري، ندوة فكرية خصصت لتسليط الضوء على جهود الدكتور عبدالكريم جواد، أحد أبرز رواد الحركة المسرحية في سلطنة عمان.

أقيمت الندوة صباح الأحد في فندق جراند ميلينيوم، وشارك فيها الفنان عبدالغفور البلوشي، والكاتب والشاعر عبدالرزاق الربيعي، والباحثة والشاعرة جمانة الطراونة، فيما أدارت الجلسة الإعلامية فتحية الخنبشي، التي استهلت اللقاء بالتعريف بالمسيرة الحافلة للدكتور جواد، مشيدة بإسهاماته في إثراء المشهد المسرحي العماني.

“أبٌ روحي للمسرح العماني”

وفي مداخلته، وصف عبدالرزاق الربيعي الدكتور عبدالكريم جواد بـ”الأب الروحي” للمسرح العماني، قائلاً: “في كل حقل ومجال هناك شخصية ملهمة تحيط بها مجموعة من الشباب، وفي المسرح العماني يمثل الدكتور جواد هذه الروح الملهمة، فهو كاتب ومخرج وأكاديمي وناقد ومدرب، وحتى ممثل، أي فنان مسرحي شامل”.

وأضاف الربيعي أن جواد لم يغب يومًا عن أي فعالية مسرحية محلية، فإما أن يكون مشاركًا أو متداخلًا وداعمًا بقوة، مشيرًا إلى بداياته في مسرح الشباب منذ عام 1980، حين شارك في أول مسرحية بعنوان “تاجر البندقية”، مؤديًا دور “أسانيو” إلى جانب الفنانة فخرية خميس، قبل أن يتحول لاحقًا إلى الإخراج.

من “تاجر البندقية” إلى مسرح شعبي برسالة

من جهته، استعاد الفنان عبدالغفور البلوشي ذكرياته مع الدكتور جواد، مشيدًا بدعمه المتواصل للمواهب الشابة من خلال مسرح الشباب، وتقديمه أعمالًا ذات طابع فني وإنساني راقٍ.

وتوقف المتحدثون عند محطات مفصلية في مسيرة الدكتور جواد، أبرزها إخراجه مسرحية “أريد أن أفهم” للكاتب توفيق الحكيم عام 1986، ومسرحية “دختر شايل سمك” التي أعدها عن نص لموليير، والتي يعتز بها كخطوة نحو تأسيس مسرح شعبي يجمع بين الترفيه والرسالة الهادفة.

روح إنسانية تحتفي بالأصدقاء

كما سلطت الندوة الضوء على الجانب الإنساني في شخصية الدكتور جواد، إذ قال الربيعي: “يتمتع بحس إنساني رفيع وتواضع كبير، ويحرص على الاحتفاء بأصدقائه والمبدعين من حوله، وكان يبتكر المناسبات ليلتقي بهم، مثل لقاءات الخميس الأسبوعية التي كان يقيمها في أحد مقاهي الخوير.”

وقالت الباحثة والشاعر الاردنية جمانة الطراونة”كُتبت مسرحية “السفينة لا تزال واقفةً” للدكتور عبدالكريم جواد بلغة شعرية ساخرة بالغة الحساسية وجاءت مليئة  بإشارات ورمزيات عالية مستنيرة بقرائن متعددة  تدعمها وتركز معناها ومبتغاها بسبعة مشاهد افتتحها  الكاتب بمقدمةٍ استهلاليةٍ:  :” عندما تتضخم الأنا فتصبح مركز الكون، مبتدؤه ومنتهاه، وعندما تتوه البوصلة عن مسار العدالة في دروب هيمنة الذات، وعندما يعمه الحوار عن الجوهر، فيعمق الغربة، ويرسخ التشتت، عندها…،

تبقى السفينة  واقفةً ” ربما كمفتاح دلالي لتوضيح فكرة معينة أو كمقدمة للدخول من خلالها الى عالم النص الواسع  بلغة لا تخلو من التحذير، تحمل في طياتها مخاوف وتوجسات من الذاتية المفرطة ومن الأنا المتضخمة (المصالح الشخصية والفردية والآنية) التي تعد نفسها مركزًا وتهمش (الآخرالسفينة الوطن /الآخر الشريك في الوطن) ، ومن ضمن القراءات المتعددة للنص اخترت وجه (الوطن) للاشتغال عليه وتحليله للوصول إلى الرسالة التي أطلقها الكاتب في فضاء النص.


قام الكاتب بتوظيف الموروث الشعبي كنسق ثقافي من خلال  رمزية البحر بحقوله الدلالية ( السفينة،النوخذة ،النهام،الأمواج ، الشاطىء ، الساحل، أغاني البحر،حورية البحر) وما يتفرع عنها من رموزٍ تحمل دلالاتٍ  تعلي من لغة النص وتحترم عقلية المتلقي وتدفعه للتفكير لإدراك المعنى المقصود حيث يدخل المتلقي فيها  كشريك في العمل الأدبي بغية الوصول إلى الحقيقة فالكاتب يريد أن يكسر حالة الاندماج ليبقى المتلقي حذرًا يقظًا يفكر ويحلل ليصل الى نتيجة خلاصتها النفكير الذي يقود للتغيير وهنا ينقل الكاتب المسرح من دوره الأرسطي كوسيلة للتطهير إلى دور أسمى بأن يكون وسيلةً للتفكير الذي يقود للتغيير في ما بعد ويكون بذلك قد حقق أسمى أهدافه وهو التحفيز على التغيير للأفضل”

مداخلات مثرية

ثم فُتح باب المداخلات فقدّم عدد من الفنانين مداخلات أثرت الجلسة، ومن بين المشاركين: معالي فؤاد السجواني، د.خالد الزدجالي، د.رحيمة الجابري، محمد جابر، جاسم النبهان، مازن الغرباوي، علاء مرعي، جاسم البطاشي، جمال اللهو، د.منية حجيج.

اترك تعليقاً