جمال علم الدين
تنطلق في الرياض اليوم الأحد فعاليات الاجتماع الخاص القادم حول التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية في الفترة من 28 إلى 29 أبريل 2024، بمشاركة أكثر من 1000 مشارك بينهم وزراء خارجية من حول العالم، وأصحاب المصلحة العالميين الرئيسيين لتعزيز التعاون في المجالات الحاسمة للتنمية والمساعدة في سد الفجوة المتزايدة بين الأسواق المتقدمة والناشئة.
وقد تم اختيار المملكة العربية السعودية والرياض بالتحديد لاستضافة هذا الاجتماع لعدة عوامل منها تمتع المملكة العربية السعودية بمكانة جيوسياسية بارزة فهي تعتبر مركزاً حيوياً في الشرق الأوسط، ويعتبر زخم الإصلاح الذي عاشته المملكة على مدى السنوات الثماني الماضية، والذي عمل على زيادة مساهمة اقتصاد المملكة غير النفطي بنسبة 50% من الناتج المحلي الإجمالي لأول مرة هذا العام، حافزاً هاماً لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة بأسرها.
وتمتلك الرياض بنية تحتية جيدة وتجهيزات لاستضافة هذا النوع من الفعاليات الدولية. إلى ذلك، فإن موقع الرياض المركزي كمركز لأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط يربط بشكل استراتيجي ثلاث قارات رئيسية، وعند تقاطع الأسواق المتقدمة والنامية، يجعلها موقعاً مثالياً لاحتضان هذا الاجتماع خصوصاً أنه يهدف إلى سد الفجوة بين هاتين المجموعتين من البلدان ومعالجة التحديات في مجال التجارة الدولية، وتمويل التنمية، ووالطاقة
مشاركة عالمية رفيعة المستوى
يشارك في الاجتماع الخاص أكثر من 1000 مشارك بينهم أكثر من 20 وزير خارجية من حول العالم، وأصحاب المصلحة العالميين الرئيسيين لتعزيز التعاون في المجالات الحاسمة للتنمية والمساعدة في سد الفجوة المتزايدة بين الأسواق المتقدمة والناشئة.
جدول أعمال متنوع يعمل على معالجة التحديات العالمية وتعزيز الحوار
يركز جدول أعمال الاجتماع الخاص حول التعاون العالمي والنمو والطاقة من أجل التنمية 2024، على ثلاث ركائز رئيسية، وهي:
اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪولي
وﺳﻂ اﻟﺘﻮﺗﺮات الجيوﺳﻴﺎﺳﻴﺔ المتزايدة ﺳﻴﻌﻤﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎع على تعزيز التعاون الدولي، والجهود الانسانية والحوار بهدف احتواء الآثار المتتابعة الناتجة عن عدم الاستقرار، كما سيناقش الاجتماع كيفية بناء اقتصاد عالمي أكثر مرونة من خلال تعزيز التعاون الدولي بين شمال العالم وجنوبه.
اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺸﺎﻣﻞ
سيناقش اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻼﺗﺠﺎهات الأخيرة في ﻣﺠﺎل اﻻﺑﺘكار واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، إلى ﺟﺎﻧﺐ ﻧﻘﺺ اﻻﺳتثمار في اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ البشرية أن تهدد المساواة العالمية، وأن تعيق الجهود العاملة على الحد من الفقر. إلى ذلك، سيناقش أيضاً الفرص التي يمكن أن تساعد في مواجهة هذه المخاطر.
اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
في الوقت الذي يواجه فيه اﻟﻌﺎﻟﻢ ارتفاعاً محتملاً في درجات الحرارة ﺑﻤﻘﺪار 2.9 درﺟﺔ مئوية، وﻓﻮارق ﻛبيرة في اﻟﻮﺻﻮل إلى مصادر اﻟﻄﺎﻗﺔ، سيسعى اﻻﺟﺘﻤﺎع على إﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل لزيادة اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻈﻴﻔﺔ ﻣﻊ ﺿﻤﺎن اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻌﺎدل، وﺗﺤﺪﻳﺪا في اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ.
تهدف هذه الركائز إلى معالجة التحديات المتعلقة بعدم المساواة العالمية، والحصول على الطاقة، والتوترات الجيوسياسية، مع تعزيز الحوار والشراكات والإجراءات لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، وانتقال الطاقة المستدامة، والتعاون العالمي المرن.
أقرأ أيضاً برعاية رسمية من وزارة الاستثمار معرض أوتوميكانيكا الرياض ينطلق الثلاثاء القادم
مع زيادة التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها العالم، وأخذاً بعين الاعتبار الانقسامات المتنامية في مختلف أقطاب العالم. فإن معالجات التحديات تحتاج إلى حوارات عملية المنحى بين قادة الحكومة وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم. ولا بد لهذه الحوارات من أن تعمل على إيجاد حلول مشتركة وتعزيز استراتيجيات التعاون الدولي من أجل سد الفجوة التي لا تنفكّ تتسعّ بين الدول.
يهدف الاجتماع إلى تحديد المصالح المشتركة وتعزيز الشراكات الجديدة والتقدم التكنولوجي التي من شأنها المساعدة في تجاوز هذه الانقسامات وتحقيق التقدم.
تحديات تعكس المشهد العالمي الحالي
تعكس التحديات التي ستتم مناقشتها في الاجتماع مشهد المخاطر والتحديات التي يشهدها العالم اليوم، ومن خلال مناقشة ومعالجة هذه التحديات، يأمل المنتدى الاقتصادي العالمي بأن يحقق تأثيرات إيجابية لجميع الدول، وأن يساهم في خلق اقتصاد عالمي أكثر استدامة وازدهاراً. إلا أنه لا بد من إدراك أن تلك التحديات المعقدة تتطلب استراتيجيات شاملة وتعاون دولي مشترك لمعالجتها بفعالية، إلى ذلك، يدخل الذكاء الاصطناعي (AI) كإحدى التكنولوجيات الحديثة التي شكّلت ولا تزال تشكّل تحولاً كبيراً في الاقتصادات والمجتمعات حول العالم، فهو يعتبر عاملاً محفزًا للتطور الاقتصادي والاجتماعي.
وتعزز المبادرات المستهدفة التنمية الاقتصادية الشاملة، وتحقق التحول العادل للطاقة، تلعب دوراً مهماً في تحقيق هذه الأهداف. يمكن أن تشمل هذه المبادرات تعزيز الاستثمار في التعليم والصحة، وتعزيز البنية التحتية للطاقة المستدامة، وتشجيع التقنيات الجديدة والمبتكرة في مجال الطاقة والتنمية الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، التعاون العالمي المرن يسهم في تعزيز الاستقرار الجيوسياسي وتحقيق التوازن بين الدول، مما يسهم في تخفيف التوترات وتعزيز السلم والأمن العالميين.
من خلال تحقيق هذه الأهداف، يمكن أن نرى تأثيرات إيجابية تعم جميع الدول، حيث يتحقق تنمية اقتصادية أكثر شمولية واستدامة، ويسهم في بناء اقتصاد عالمي أكثر استقراراً وازدهاراً للجميع.