أكد سعادة/ نجم الدين محمد علي سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة متانة وقوة العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ووصفها بالتاريخية والاستراتيجية في شتى المجالات، وأشار في أول حديث صحفي له منذ توليه منصبه شهر مايو الماضي، إلى أهمية رؤية قيادتي البلدين باعتبارها المحرك الرئيسي لتعزيز العلاقات الثنائية المتسارعة، وفيما يلي الحوار الشامل.
كيف تصف التواصل الدائم بين قيادة الإمارات وكازاخستان والنتائج التي تحققت على أرض الواقع؟
تُظهر العلاقات الحالية بين قيادة كازاخستان ممثلة في الرئيس قاسم جومارت توقايف ودولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، توافقًا استراتيجيًا في الرؤى والتوجهات السياسية والاقتصادية، مع تركيز قوي على التنمية المستدامة والتكنولوجيا والتعاون في قطاعات متنوعة، فيما تتسم هذه العلاقة بالمرونة والقدرة على التكيف مع التحديات العالمية، مما يجعلها علاقة مثمرة ومبشرة للمستقبل، مع إمكانيات كبيرة للتوسع في مختلف المجالات.
وعلى صعيد التعاون الأمني، هناك تنسيقًا استراتيجيًا بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، حيث تشتركان في رؤية متطابقة حول الأمن العالمي والسلام الإقليمي، ويبدو ذلك واضحا للرؤية الاستراتيجية للرئيس الكازاخي، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة كازاخستان كمركز اقتصادي وتجاري في آسيا الوسطى، فيما تلعب الإمارات دورًا كبيرًا في هذه الرؤية عبر الاستثمارات والتكنولوجيا.
كيف ترون توجهات القيادة الحالية في كازاخستان في القضايا الداخلية مثل العدالة الاجتماعية والاقتصادية؟
تواصل القيادة الحالية في كازاخستان برئاسة الرئيس توقايف، تعزيز الإصلاحات الداخلية، حيث تولي أهمية كبيرة للعدالة الاجتماعية والاقتصادية، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تقليص الفوارق الاجتماعية، مثل زيادة الفرص في سوق العمل، وتحقيق العدالة في توزيع الموارد وتطوير قطاع التعليم.
ماذا عن التعاون بين البلدين في مجال استقطاب الاستثمارات الأجنبية، والتجربة الرائدة في تطبيق المعايير الدولية في شتى المجالات؟
تتمتع كازاخستان والإمارات بعلاقات قوية في مجال استقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث تُعد الإمارات أحد من أكبر المستثمرين في اقتصاد كازاخستان، فيما تربط البلدين علاقات تعاون مميزة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية، العقارات، والنقل، وخاصة بعد أن قامت كازاخستان بإجراء العديد من الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية على مدار السنوات الأخيرة، بما في ذلك تحسين بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما جعلها نقطة جذب للعديد من الشركات الإماراتية والعالمية. وتُقدر قيمة الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان بأكثر من 4 مليارات دولار، وهو ما يعكس التزام الإمارات بتعميق العلاقات الاقتصادية مع كازاخستان، بالإضافة إلى التوسع في المشاريع المشتركة التي تسهم في دفع التنمية المستدامة وتعزيز التعاون في القطاعات الاستراتيجية.
من المعروف أن دولة الإمارات تعتبر أكبر شريك تجاري لكازاخستان في المنطقة العربية، فكيف ترون آفاق التنمية المستقبلية؟
تعتبر شراكة كازاخستان مع الإمارات من بين الأنشط في المنطقة العربية، باعتبارها تمثل البوابة الرئيسية للصادرات الكازاخية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتوفر فرص كبيرة لتعميق التعاون في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة، التكنولوجيا، والزراعة، فضلاً عن الاستفادة من الابتكارات التي تقدمها الإمارات في مجال الذكاء الصناعي والمشاريع المستقبلية مثل المدن الذكية. ولقد شهد حجم التجارة بين البلدين نموًا ملحوظًا، مع تطلعات للوصول إلى ميزان تجاري مليار دولار أمريكي، فيما يعكس هذا الهدف العلاقات المتنامية بين الدولتين في العديد من القطاعات الاقتصادية، من بينها الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والزراعة والتجارة والنقل والمنتجات البترولية والآلات والمعدات والمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة والخدمات المالية. ويمكنني القول بأن دولة الإمارات تعتبر شريكا استراتيجيا ومهما لكازاخستان في المنطقة العربية، ونحن نرى إمكانات كبيرة لمزيد من تعميق علاقاتنا التجارية والاقتصادية، حيث يشترك البلدان في أولويات اقتصادية مماثلة، مثل التنويع الاقتصادي، وتطوير تقنيات جديدة، ومجمع الصناعات الزراعية.
ما تعني مبادرة الرئيس توقايف “Born Bold” ؟
تعني المبادرة العالمية التي أطلقها الرئيس قاسم جومارت توقايف، الروح الجريئة للشعب الكازاخي، ونهج كازاخستان الجريء، وتركز على صفات ومزايا الشعب ودولته وامكانياتها ونهجها في شتي المجالات ومنها مثل الخدمات اللوجستية والنقل، والشباب والتعليم، والطاقة والبيئة، والسياحة والاقتصاد والثقافة، وتدعو المستثمرين والشركات والمبتكرين والحكومات في جميع أنحاء العالم للاستفادة من ذلك. وتصف المبادرة البدو الكازاخ بأنهم “ولدوا شجعانًا”، حيث الجرأة العميقة الجذور والمرونة التي تميزه، فيما تركز على إنجازات كازاخستان على مدى الثلاثين عامًا الماضية من الاستقلال. كما تسلط المبادرة الضوء على نهج كازاخستان الجريء، الذي يميزها عن الدول الأخرى، ويتحدث شعار “وُلد جريئًا”، عن شخصية الكازاخ، ويؤكد على “الثقة التي تخطو بها كازاخستان على المسرح العالمي، وجاهزة للانخراط مع العالم.