
مسقط – محمد سعد
تحت رعاية السيدة ثريا بنت ثويني بن شهاب آل سعيد، ووسط حضور فني وأكاديمي وثقافي عربي رفيع المستوى.
اختُتمت امس الأربعاء فعاليات مهرجان “آفاق العربي للمسرح الجامعي” في دورته العاشرة ، الذي نظمته جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط بالشراكة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والجمعية العُمانية للمسرح، ومكتب محافظ مسقط، ومجموعة من الشركاء من القطاع الخاص، على مدى خمسة أيام، بمشاركة عروض مسرحية من سلطنة عُمان، والكويت، ومصر، والعراق، والأردن، إلى جانب سلسلة من الورش والندوات.
وأشاد رئيس لجنة التحكيم، الفنان السوري أيمن زيدان، في كلمته خلال حفل الختام، بالمستوى التنظيمي للمهرجان وبمستوى العروض المشاركة، معبّرًا عن تقدير اللجنة لما لمسته من روح التعاون والإبداع لدى الطلبة، خصوصًا في الجانب الجماعي، والحضور النسائي اللافت على خشبة المسرح وخلف الكواليس.
كما تضمنت الكلمة عددًا من الملاحظات الفنية حول المضامين المسرحية، ومحدودية العمق الرمزي والبصري في بعض العروض، مع التأكيد على أهمية التوظيف الذكي للعناصر المسرحية، وتطوير المهارات التمثيلية والإلقائية، والاعتناء باللغة العربية بوصفها مكونًا أساسيًا في المسرح الجامعي.
ودعا زيدان في ختام كلمته إلى التفكير جديًا في تحويل مهرجان آفاق العربي إلى مهرجان دولي، ليحمل اسم “مهرجان آفاق الدولي للمسرح الجامعي”، ويشكل منصة أوسع للحوار والتبادل الثقافي والفني بين طلبة الجامعات في مختلف أنحاء العالم.
وجاء الإعلان عن الجوائز في أجواء احتفالية حماسية، حيث نالت مسرحية “جثة على الرصيف” من دولة الكويت جائزة أفضل عرض متكامل أول، فيما حازت مسرحية “أضرار جانبية” من سلطنة عمان (جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط) على جائزة أفضل عرض متكامل ثانٍ.
وأسفرت نتائج المسابقة الرسمية للمهرجان عن تتويج عدد من الأعمال والمواهب الشابة، حيث حصدت مسرحية “أرصفة” من العراق جائزة أفضل ديكور، فيما نال محمد البوصافي من سلطنة عمان جائزة أفضل إضاءة، وفازت شهد البلوشي من الكويت بجائزة أفضل أزياء، بينما ذهبت جائزة أفضل مؤثرات صوتية إلى ملوك الشبلي (سلطنة عمان).
أما جائزة أفضل ممثل أول فقد ذهبت إلى عبد الملك الشيزاوي (سلطنة عمان) وأفضل ممثل ثانٍ إلى حسام حازم من الأردن، في حين حصلت سنابل ضمرة من الأردن على جائزة أفضل ممثلة أول، ونصيرة المسكرية (سلطنة عمان) على جائزة أفضل ممثلة ثاني. وعلى صعيد التأليف والإخراج، نال محمد الرقادي (سلطنة عمان) جائزة أفضل تأليف مسرحي، وفاز مصعب السالم من الكويت بجائزة أفضل إخراج مسرحي.
كما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للممثلة رتاج الجابرية (سلطنة عمان)، وللعرض المسرحي المصري “أصحاب الأرض”
تميّز المهرجان هذا العام بعروض مسرحية نوعية تضمنت “المغنية الصلعاء” (الأردن)، “ما بعد الحرب الثالثة” (سلطنة عمان)، “جثة على الرصيف” (الكويت)، “أضرار جانبية” (سلطنة عمان) و ”أرصفة” (العراق) ، والتي جمعت بين الأبعاد الاجتماعية والفلسفية والرمزية، إلى جانب الورش الفنية المتخصصة في مجالات التأليف، والإخراج، والتمثيل، التي قدمها فنانون ونقاد بارزون من مختلف الدول العربية.
وشهدت الدورة الحالية تكريم شخصية المهرجان لهذا العام، الدكتور عبد الكريم جواد، تقديرًا لعطائه الطويل في دعم المسرح العُماني والعربي، إلى جانب ندوة توثيقية استعرضت مسيرة المهرجان على مدى عشر سنوات.
كما سجّل المهرجان حضورًا فنيًا عربيًا مميزًا، ضم أسماءً بارزة مثل جاسم النبهان، عبد المحسن النمر، إلهام الفضالة، شهاب جوهر، علاء مرسي، إبراهيم الحساوي، مازن الغرباوي، وآلاء شاكر، جواد الشكرجي، بالإضافة إلى نخبة من المسرحيين والمخرجين والنقاد الذين أثروا فعاليات المهرجان بمداخلاتهم وورشهم الإبداعية.
فبعد عشر دورات ناجحة، أثبت مهرجان “آفاق العربي للمسرح الجامعي” مكانته كمنصة فنية وثقافية جامعة للمواهب العربية الشابة، ويأمل القائمون عليه أن يشهد تحوّلًا نوعيًا في دوراته القادمة، ليصبح مهرجانًا دوليًا يفتح الأفق أمام مزيد من التفاعل الثقافي العالمي في المسرح الجامعي