مسقط – محمد سعد
خرجت ندوةِ الإعلامِ والهويَّةِ الوطنيَّةِ.. إستراتيجياتِ تعزيزِ القِيَم التي نظمتها جمعية الصحفيين العمانية يوم الاثنين تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية وبحضور عدد من المسؤولين والمعنيين والمهتمين بالشأن الإعلامي والثقافي الإرث التاريخي ب(9) توصيات هامةوذلك بمسرح الجمعية بمرتفعات المطار
في بداية الحفل رحب الدكتور محمد العريمي ريس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية بمعالي راعي الحفل والحضور وقال: نحن في سلطنة عُمان ، نعتز بهويتنا التي تمزج بين الإرث التاريخي العريق و الانفتاح الواعي على العالم، تلك الهوية التي جعلت بلادنا الحبيبة نموذجًا للتسامح، و التعايش، و الإنفتاح على مختلف الثقافات، دون أن نفقد أصالتنا أو نذوب في تيارات التغيير المتسارعة.
وأضاف العريمي قائلاً: لا شك أن العولمة، رغم ما تحمله من فرص ممتازة للتواصل والإنفتاح، قد أصبحت أيضًا أحد أكبر التحديات التي تواجه الهوية الوطنية، خاصة مع ما تصدّره بعض الثقافات الغربية من مفاهيم وقيم قد تتعارض مع موروثاتنا الأصيلة. من حيث محاولتها تغريب المجتمعات، و فرض أنماط حياة غريبة عن بيئتنا و تقاليدنا، باتت واضحة من خلال الإعلام الغربي الحديث، و المنصات الرقمية التي تعمل على تطبيع أفكار دخيلة على مجتمعاتنا لا تنسجم مع قيمنا الأخلاقية و الإجتماعية.
وركز رئيس الجمعية على الحفاظ على الهوية الوطنية بإعتبارها وعياً جماعياً، و إدراكاً لتلك المحاولات التي تستهدف التأثير على ثقافتنا و معتقداتنا، مما يفرض علينا تعزيز الإنتماء الوطني و غرسه في نفوس الأجيال القادمة، حتى يكونوا قادرين على التفاعل مع العالم دون أن يفقدوا أصالتهم.
مشيرا إلى أنها من أخطر هذه التحديات التي تواجهنا اليوم تلك الحملات الفكرية التي تُبَثُ عبر وسائل الإعلام الغربية، و التي تهدف إلى تقويض الروابط الأسرية، و إضعاف القيم الإسلامية و الأخلاقية، و تشويه تاريخنا و تراثنا بحجة الحداثة و التطور.
وقال الدكتور محمد العريمي: و من هنا تأتي ضرورة بناء إعلام وطني قوي، قادر على مواجهة هذه التحديات، و تقديم محتوى هادف يعزز الهوية الوطنية، و يحفظ قيم المجتمع، و يجعل الأجيال القادمة أكثر وعياً و إدراكاً لمخاطر الاستلاب الثقافي.
ترسيخِ الهويَّةِ الوطنيَّةِ
وقد قدم عدد من المشاركين أوراق العمل التي قدمت في الندوة إستعرض بعدها الدكتور خالد العدوي عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية في ختام الندوة أهم (9) تووصيات التي خرجت بها الندوة حيث قال:
ها نحنُ نصلُ إلى ختامِ ندوةِ «الإعلامِ والهويَّةِ الوطنيَّةِ: استراتيجياتِ تعزيزِ القِيَمِ»، التي نظَّمتْها جمعيةُ الصحفيين العُمانية بمشاركةِ نخبةٍ من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين، في جلساتٍ علميَّةٍ مثمرةٍ، قدَّموا فيها خلاصةَ فكرِهم وتجاربِهم وجهودِهم من أجلِ ترسيخِ الهويَّةِ الوطنيَّةِ وتعزيزِ القِيَمِ في ظلِّ المتغيراتِ المعاصرةِ.
وأضاف العدوي توصياتُ هذه الندوةِ المباركةِ كانتْ ثمرةَ هذه اللقاءاتِ الفكريَّةِ ونوجزها كالتالي:-
تعزيزُ الهويةِ العُمانيَّةِ
حيث ركزت توصياتُ المكرمِ الدكتورِ صالحٍ الفهدي على تعزيزُ الهويةِ العُمانيَّةِ بجميعِ عناصرِها بوضعِ استراتيجيةٍ وطنيَّةٍ شاملةٍ.والاهتمامُ بالأسرةِ العُمانيَّةِ وتأهيلُها لترسيخِ السمتِ العُمانيِّ في النشءِ.وإقامةُ برامجَ في المساجدِ والمجالسِ العامةِ لغرسِ قِيَمِ السمتِ العُمانيِّ.واهتمامُ الإعلامِ العُمانيِّ، خاصَّةً الدراما، بإبرازِ السمتِ العُمانيِّ.وإبرازُ القدواتِ العُمانيَّةِ قديمًا وحديثًا عبر وسائلِ الإعلامِ.وتعزيزُ دورِ المدارسِ والكلياتِ والجامعاتِ في ترسيخِ السمتِ العُمانيِّ.وتنظيمُ مسابقاتٍ ثقافيةٍ ترتبطُ بتعزيزِ السمتِ العُمانيِّ لكافةِ الفئاتِ العمريةِ.
فيما جاءت توصياتُ الدكتورةِ ريا المنذرية على تكثيفُ التركيزِ على الجوانبِ القيميَّةِ بالمناهجِ الدراسيَّةِ.وتعزيزُ التطبيقِ العمليِّ للقِيَمِ لضمانِ تأثيرِها المستدامِ.وتصديرُ القدواتِ الإيجابيةِ عبر وسائلِ الإعلامِ لتكونَ نماذجَ للطلبةِ.
فيما ركزت التوصية الثالثة للأستاذِ الدكتورِ سيفِ المعمري على ربطُ الهويَّةِ العُمانيَّةِ بالأنظمةِ الاقتصاديةِ وتعزيزُ تسويقِها محليًّا ودوليًّا.والتركيزُ على تعزيزِ الصورةِ الإيجابيَّةِ للهويَّةِ الوطنيَّةِ بإبرازِ الفنونِ والتاريخِ والتراثِ والموسيقى والمناسباتِ الوطنيَّةِ عبر وسائلِ الإعلامِ لتعزيزِ الفخرِ الوطنيِّ.
ومعالجةُ الصورةِ السلبيَّةِ في الإعلامِ عبر مبادراتٍ وطنيَّةٍ وإعلاميَّةٍ مدروسةٍ.وبناءُ العلامةِ الوطنيَّةِ (Nation Branding) على أسسٍ ثقافيَّةٍ وتاريخيَّةٍ.واستخدامُ نموذجِ سداسيِّ أنهولت (Anholt’s Nation Brand Hexagon) في تحليلِ الهويةِ الوطنيَّةِ.
وتحقيقُ التكاملِ بين الإعلامِ والقطاعاتِ الأخرى لاستثمارِ المنتجاتِ الثقافيَّةِ والسياحيَّةِ والاقتصاديَّةِ.وتوظيفُ رؤيةِ عمان 2040 كإطارٍ استراتيجيٍّ لضمانِ استدامةِ الهويةِ الوطنيَّةِ.ودعمُ البحوثِ والدراساتِ الوطنيَّةِ لفهمِ مكوناتِ الهويةِ وتقديمِها بطرقٍ معاصرةٍ وجذابةٍ.
تَعْزِيزُ الوَعْيِ المَعْرِفِيِّ
وأوصى الدكتور سيف الهادي في ورقته على تَعْزِيزُ الوَعْيِ المَعْرِفِيِّ من خِلالِ تَبْسِيطِ المَفَاهِيمِ الفَلْسَفِيَّةِ والفِكْرِيَّةِ وتَفْكِيكِهَا، مَعَ شَرْحِ المُلَابَسَاتِ الَّتِي تُحِيطُ بِهَا، لِبَيَانِ مَدَى قُرْبِهَا أَوْ بُعْدِهَا عَنِ الثَّقَافَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، بِمَا يُسْهِمُ فِي بِنَاءِ قُدْرَةِ المُجْتَمَعِ العُمَانِيِّ وَالمُسْلِمِ عَامَّةً عَلَى مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الفِكْرِيَّةِ. وتَحْقِيقُ اوازُنِ فِي الخِطَابِ الثَّقَافِيِّ عَبْرَ الدَّعْوَةِ إِلَى اسْتِثْمَارِ العَوْلَمَةِ فِي جَوَانِبِهَا الإِيجَابِيَّةِ، خُصُوصًا المُثَاقَفَةَ البَنَّاءَةَ، مَعَ التَّحْذِيرِ مِنَ الجَوَانِبِ السَّلْبِيَّةِ الَّتِي قَدْ تُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى الثَّقَافَةِ العُمَانِيَّةِ وَتُؤَدِّي تَدْرِيجِيًّا إِلَى التَّخَلِّيِ الطَّوْعِيِّ عَنْهَا.
جذبِ الناشئةِ والشبابِ
فيما ركز المكرمِ الدكتورِ محمدٍ الحجري في ورقته على اعتمادُ وسائلِ الإعلامِ العمانيةِ خطةً واضحةً لتطويرِ صناعةِ المحتوى الذي يعتني ببناءِ الهويةِ وصناعةِ الشخصيةِ المتوازنةِ، القائمةِ على المثلِ العليا، شريطةً أن يتسمَ هذا المحتوى بـ المهنيةِ العاليةِ، والذكاءِ الاجتماعيِّ، وأن يجمعَ بينَ الفكرةِ والمتعةِ مما يمكنهُ من جذبِ الناشئةِ والشبابِ، على أن تكونَ الخطةُ قابلةً لتقييمِ نتائجِها من حيثِ الإنتاجِ والتأثيرِ.
وجاءت توصية المكرمةِ الدكتورةِ عائشة الدرمكيَّة: في ورقتها على سنُّ التشريعاتِ التي توازنُ بين المحافظةِ والانفتاحِ الثقافيِّ.ودراسةُ الآثارِ الاقتصاديةِ والرقميةِ على الهويةِ والثقافةِ الوطنيَّةِ.
أما الدكتورِ زكريا المحرمي فقد ركز في ورقته تعليمُ الهويةِ العُمانيَّةِ للأطفالِ بطريقةٍ إبداعيةٍ عبر المنصاتِ الإلكترونيةِ.وإبرازُ التراثِ العُمانيِّ ورموزهِ الثقافيَّةِ والوطنيةِ.وصياغةُ استراتيجياتٍ توازنُ بين الهويةِ والانفتاحِ على العالمِ.وتعزيزُ مفهومِ الهويةِ المتجددةِ المنفتحةِ مع الحفاظِ على الأصالةِ.ودعمُ الدراساتِ الأكاديميةِ المتعلقةِ بالهويةِ الوطنيَّةِ العُمانيَّةِ.

مراقبةُ المحتوى الإعلاميِّ الأجنبيِّ
فيما ركزت توصياتُ الدكتورِ محمدٍ العريمي في ورقته على نشرُ الوعيِ بأهميةِ الهويةِ الوطنيَّةِ عبر التعليمِ والإعلامِ.وتطويرُ الإعلامِ المحليِّ وإنتاجُ محتوى إعلاميٍّ وطنيٍّ جذابٍ.ومراقبةُ المحتوى الإعلاميِّ الأجنبيِّ وحمايةُ فئاتِ الشبابِ والأطفالِ.وإقامةُ فعالياتٍ وطنيَّةٍ تعززُ الانتماءَ للتراثِ والثقافةِ العُمانيَّةِ.وتدريبُ الناشئةِ على التعاملِ الواعيِّ مع الإعلامِ.
وإبرازُ القيمِ الوطنيَّةِ باستخدامِ الإعلامِ الرقميِّ المبتكرِ.وتمكينُ الصحفيينَ من أداءِ دورِهم في حمايةِ الهويةِ الوطنيةِ.ودعمُ الإنتاجِ الإعلاميِّ العُمانيِّ وزيادةُ محتواهُ الهادفُ.وتنظيمُ حملاتٍ إعلاميَّةٍ وطنيَّةٍ شاملةٍ لكلِّ محافظاتِ السلطنةِ.والمحافظةُ على اللهجاتِ العُمانيةِ وإبرازُها بشكلٍ مدروسٍ.والتعاونُ الإعلاميُّ الخليجيُّ لتعزيزِ الهويةِ الخليجيةِ المشتركةِ.
وجاءت توصية الدكتورةِ بمشاركةِ نخبةٍ من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين
(9) التوصياتِ خرجت بها ندوةِ الإعلامِ والهويَّةِ الوطنيَّةِ.. إستراتيجياتِ تعزيزِ القِيَم
- د. محمد العريمي: ضرورة بناء إعلام وطني قوي، قادر على مواجهة هذه التحديات.
- د. خالد العدوي: نخبةٍ من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين قدَّموا خلاصةَ فكرِهم وتجاربِهم وجهودِهم من أجلِ ترسيخِ الهويَّةِ الوطنيَّةِ وتعزيزِ القِيَمِ في ظلِّ المتغيراتِ المعاصرةِ.
- المكرمِ الدكتورِ الفهدي: الاهتمامُ بالأسرةِ العُمانيَّةِ وتأهيلُها لترسيخِ السمتِ العُمانيِّ في النشءِ.
- د. ريا المنذرية التركيزِ على الجوانبِ القيميَّةِ بالمناهجِ الدراسيَّةِ.
- د. سيفِ المعمري: ربطُ الهويَّةِ العُمانيَّةِ بالأنظمةِ الاقتصاديةِ وتعزيزُ تسويقِها محليًّا ودوليًّا.
- د. سيف الهادي: تَعْزِيزُ الوَعْيِ المَعْرِفِيِّ من خِلالِ تَبْسِيطِ المَفَاهِيمِ الفَلْسَفِيَّةِ والفِكْرِيَّةِ وتَفْكِيكِهَا.
- المكرمِ الدكتورِ محمدٍ الحجري :اعتمادُ وسائلِ الإعلامِ العمانيةِ خطةً واضحةً لتطويرِ صناعةِ المحتوى.
- المكرمةِ الدكتورةِ عائشة الدرمكيَّة: سنُّ التشريعاتِ التي توازنُ بين المحافظةِ والانفتاحِ الثقافيِّ.
- د. زكريا المحرمي: تعليمُ الهويةِ العُمانيَّةِ للأطفالِ بطريقةٍ إبداعيةٍ عبر المنصاتِ الإلكترونيةِ.
- د. حنان: إشراكُ الشبابِ في تنفيذِ أهدافِ رؤيةِ عمان 2040.
كتب : راشد البلوشي
خرجت ندوةِ الإعلامِ والهويَّةِ الوطنيَّةِ.. إستراتيجياتِ تعزيزِ القِيَم التي نظمتها جمعية الصحفيين العمانية يوم الاثنين تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية وبحضور عدد من المسؤولين والمعنيين والمهتمين بالشأن الإعلامي والثقافي الإرث التاريخي ب(9) توصيات هامةوذلك بمسرح الجمعية بمرتفعات المطار
في بداية الحفل رحب الدكتور محمد العريمي ريس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية بمعالي راعي الحفل والحضور وقال: نحن في سلطنة عُمان ، نعتز بهويتنا التي تمزج بين الإرث التاريخي العريق و الانفتاح الواعي على العالم، تلك الهوية التي جعلت بلادنا الحبيبة نموذجًا للتسامح، و التعايش، و الإنفتاح على مختلف الثقافات، دون أن نفقد أصالتنا أو نذوب في تيارات التغيير المتسارعة.
وأضاف العريمي قائلاً: لا شك أن العولمة، رغم ما تحمله من فرص ممتازة للتواصل والإنفتاح، قد أصبحت أيضًا أحد أكبر التحديات التي تواجه الهوية الوطنية، خاصة مع ما تصدّره بعض الثقافات الغربية من مفاهيم وقيم قد تتعارض مع موروثاتنا الأصيلة. من حيث محاولتها تغريب المجتمعات، و فرض أنماط حياة غريبة عن بيئتنا و تقاليدنا، باتت واضحة من خلال الإعلام الغربي الحديث، و المنصات الرقمية التي تعمل على تطبيع أفكار دخيلة على مجتمعاتنا لا تنسجم مع قيمنا الأخلاقية و الإجتماعية.
وركز رئيس الجمعية على الحفاظ على الهوية الوطنية بإعتبارها وعياً جماعياً، و إدراكاً لتلك المحاولات التي تستهدف التأثير على ثقافتنا و معتقداتنا، مما يفرض علينا تعزيز الإنتماء الوطني و غرسه في نفوس الأجيال القادمة، حتى يكونوا قادرين على التفاعل مع العالم دون أن يفقدوا أصالتهم.
مشيرا إلى أنها من أخطر هذه التحديات التي تواجهنا اليوم تلك الحملات الفكرية التي تُبَثُ عبر وسائل الإعلام الغربية، و التي تهدف إلى تقويض الروابط الأسرية، و إضعاف القيم الإسلامية و الأخلاقية، و تشويه تاريخنا و تراثنا بحجة الحداثة و التطور.
وقال الدكتور محمد العريمي: و من هنا تأتي ضرورة بناء إعلام وطني قوي، قادر على مواجهة هذه التحديات، و تقديم محتوى هادف يعزز الهوية الوطنية، و يحفظ قيم المجتمع، و يجعل الأجيال القادمة أكثر وعياً و إدراكاً لمخاطر الاستلاب الثقافي.
ترسيخِ الهويَّةِ الوطنيَّةِ
وقد قدم عدد من المشاركين أوراق العمل التي قدمت في الندوة إستعرض بعدها الدكتور خالد العدوي عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية في ختام الندوة أهم (9) تووصيات التي خرجت بها الندوة حيث قال:
ها نحنُ نصلُ إلى ختامِ ندوةِ «الإعلامِ والهويَّةِ الوطنيَّةِ: استراتيجياتِ تعزيزِ القِيَمِ»، التي نظَّمتْها جمعيةُ الصحفيين العُمانية بمشاركةِ نخبةٍ من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين، في جلساتٍ علميَّةٍ مثمرةٍ، قدَّموا فيها خلاصةَ فكرِهم وتجاربِهم وجهودِهم من أجلِ ترسيخِ الهويَّةِ الوطنيَّةِ وتعزيزِ القِيَمِ في ظلِّ المتغيراتِ المعاصرةِ.
وأضاف العدوي توصياتُ هذه الندوةِ المباركةِ كانتْ ثمرةَ هذه اللقاءاتِ الفكريَّةِ ونوجزها كالتالي:-
تعزيزُ الهويةِ العُمانيَّةِ
حيث ركزت توصياتُ المكرمِ الدكتورِ صالحٍ الفهدي على تعزيزُ الهويةِ العُمانيَّةِ بجميعِ عناصرِها بوضعِ استراتيجيةٍ وطنيَّةٍ شاملةٍ.والاهتمامُ بالأسرةِ العُمانيَّةِ وتأهيلُها لترسيخِ السمتِ العُمانيِّ في النشءِ.وإقامةُ برامجَ في المساجدِ والمجالسِ العامةِ لغرسِ قِيَمِ السمتِ العُمانيِّ.واهتمامُ الإعلامِ العُمانيِّ، خاصَّةً الدراما، بإبرازِ السمتِ العُمانيِّ.
وإبرازُ القدواتِ العُمانيَّةِ قديمًا وحديثًا عبر وسائلِ الإعلامِ.وتعزيزُ دورِ المدارسِ والكلياتِ والجامعاتِ في ترسيخِ السمتِ العُمانيِّ.وتنظيمُ مسابقاتٍ ثقافيةٍ ترتبطُ بتعزيزِ السمتِ العُمانيِّ لكافةِ الفئاتِ العمريةِ.
فيما جاءت توصياتُ الدكتورةِ ريا المنذرية على تكثيفُ التركيزِ على الجوانبِ القيميَّةِ بالمناهجِ الدراسيَّةِ.وتعزيزُ التطبيقِ العمليِّ للقِيَمِ لضمانِ تأثيرِها المستدامِ.وتصديرُ القدواتِ الإيجابيةِ عبر وسائلِ الإعلامِ لتكونَ نماذجَ للطلبةِ.
فيما ركزت التوصية الثالثة للأستاذِ الدكتورِ سيفِ المعمري على ربطُ الهويَّةِ العُمانيَّةِ بالأنظمةِ الاقتصاديةِ وتعزيزُ تسويقِها محليًّا ودوليًّا.والتركيزُ على تعزيزِ الصورةِ الإيجابيَّةِ للهويَّةِ الوطنيَّةِ بإبرازِ الفنونِ والتاريخِ والتراثِ والموسيقى والمناسباتِ الوطنيَّةِ عبر وسائلِ الإعلامِ لتعزيزِ الفخرِ الوطنيِّ.ومعالجةُ الصورةِ السلبيَّةِ في الإعلامِ عبر مبادراتٍ وطنيَّةٍ وإعلاميَّةٍ مدروسةٍ.
وبناءُ العلامةِ الوطنيَّةِ (Nation Branding) على أسسٍ ثقافيَّةٍ وتاريخيَّةٍ.واستخدامُ نموذجِ سداسيِّ أنهولت (Anholt’s Nation Brand Hexagon) في تحليلِ الهويةِ الوطنيَّةِ.وتحقيقُ التكاملِ بين الإعلامِ والقطاعاتِ الأخرى لاستثمارِ المنتجاتِ الثقافيَّةِ والسياحيَّةِ والاقتصاديَّةِ.وتوظيفُ رؤيةِ عمان 2040 كإطارٍ استراتيجيٍّ لضمانِ استدامةِ الهويةِ الوطنيَّةِ.ودعمُ البحوثِ والدراساتِ الوطنيَّةِ لفهمِ مكوناتِ الهويةِ وتقديمِها بطرقٍ معاصرةٍ وجذابةٍ.
تَعْزِيزُ الوَعْيِ المَعْرِفِيِّ
وأوصى الدكتور سيف الهادي في ورقته على تَعْزِيزُ الوَعْيِ المَعْرِفِيِّ من خِلالِ تَبْسِيطِ المَفَاهِيمِ الفَلْسَفِيَّةِ والفِكْرِيَّةِ وتَفْكِيكِهَا، مَعَ شَرْحِ المُلَابَسَاتِ الَّتِي تُحِيطُ بِهَا، لِبَيَانِ مَدَى قُرْبِهَا أَوْ بُعْدِهَا عَنِ الثَّقَافَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، بِمَا يُسْهِمُ فِي بِنَاءِ قُدْرَةِ المُجْتَمَعِ العُمَانِيِّ وَالمُسْلِمِ عَامَّةً عَلَى مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الفِكْرِيَّةِ. وتَحْقِيقُ اوازُنِ فِي الخِطَابِ الثَّقَافِيِّ عَبْرَ الدَّعْوَةِ إِلَى اسْتِثْمَارِ العَوْلَمَةِ فِي جَوَانِبِهَا الإِيجَابِيَّةِ، خُصُوصًا المُثَاقَفَةَ البَنَّاءَةَ، مَعَ التَّحْذِيرِ مِنَ الجَوَانِبِ السَّلْبِيَّةِ الَّتِي قَدْ تُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى الثَّقَافَةِ العُمَانِيَّةِ وَتُؤَدِّي تَدْرِيجِيًّا إِلَى التَّخَلِّيِ الطَّوْعِيِّ عَنْهَا.
جذبِ الناشئةِ والشبابِ
فيما ركز المكرمِ الدكتورِ محمدٍ الحجري في ورقته على اعتمادُ وسائلِ الإعلامِ العمانيةِ خطةً واضحةً لتطويرِ صناعةِ المحتوى الذي يعتني ببناءِ الهويةِ وصناعةِ الشخصيةِ المتوازنةِ، القائمةِ على المثلِ العليا، شريطةً أن يتسمَ هذا المحتوى بـ المهنيةِ العاليةِ، والذكاءِ الاجتماعيِّ، وأن يجمعَ بينَ الفكرةِ والمتعةِ مما يمكنهُ من جذبِ الناشئةِ والشبابِ، على أن تكونَ الخطةُ قابلةً لتقييمِ نتائجِها من حيثِ الإنتاجِ والتأثيرِ.
وجاءت توصية المكرمةِ الدكتورةِ عائشة الدرمكيَّة: في ورقتها على سنُّ التشريعاتِ التي توازنُ بين المحافظةِ والانفتاحِ الثقافيِّ.ودراسةُ الآثارِ الاقتصاديةِ والرقميةِ على الهويةِ والثقافةِ الوطنيَّةِ.
أما الدكتورِ زكريا المحرمي فقد ركز في ورقته تعليمُ الهويةِ العُمانيَّةِ للأطفالِ بطريقةٍ إبداعيةٍ عبر المنصاتِ الإلكترونيةِ.وإبرازُ التراثِ العُمانيِّ ورموزهِ الثقافيَّةِ والوطنيةِ.وصياغةُ استراتيجياتٍ توازنُ بين الهويةِ والانفتاحِ على العالمِ.وتعزيزُ مفهومِ الهويةِ المتجددةِ المنفتحةِ مع الحفاظِ على الأصالةِ.ودعمُ الدراساتِ الأكاديميةِ المتعلقةِ بالهويةِ الوطنيَّةِ العُمانيَّةِ.
مراقبةُ المحتوى الإعلاميِّ الأجنبيِّ