- كشفت دراسة شملت أكثر من 2,200 مسافر من السعودية عن تنامي الإقبال على السفر في 2025، حيث يعتزم 84% من المسافرين المحافظة على عدد رحلاتهم أو زيادتها
- تتصدر “رحلات المغامرة” و”السياحة التراثية” قائمة التوجهات السياحية الجديدة للعام المقبل
- تتنامى ظاهرة الإنفاق الذكي مع تطلّع المسافرين لاستثمار أمثل لنفقات رحلاتهم
- استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تخطيط الرحلات، فضلاً عن تنامي الوعي بالسفر المستدام
يتّجه قطاع السفر نحو المزيد من النمو في 2025، وفق ما خلص إليه تقرير”تذكرة السفر 2025″الصادر عن ماريوت بونفوي، والذي استطلع آراء 21,374 شخصاً في عشرة أسواق رئيسية في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
تناولت الدراسة بشكل خاص أكثر من 2,200 مسافر من المملكة العربية السعودية وكشفت أن 84% من المشاركين يعتزمون زيادة عدد عطلاتهم أو على الأقل الحفاظ على نفس العدد من الأسفار خلال هذا العام.
ووفقاً للدراسة، يُخطط 53% من المسافرين في الوقت نفسه لزيادة عدد عطلاتهم في عام 2025 مقارنة بعام 2024. بينما يعتزم 7% فقط تقليلها.
وأشار المسافرون إلى أنهم يخططون لقضاء 2.6 عطلة محلية داخل بلدانهم في عام 2025 (. بالإضافة إلى ذلك، يُبين التقرير أنهم يخططون لقضاء عطلتين قصيرتي المدى تتطلب رحلة طيران لا تزيد عن أربع ساعات وكذلك 1.8 عطلة طويلة المدى. وهذا يعني أن المشاركين سيقومون بإجمالي 6.4 عطلة أو رحلة في عام 2025، أي ما يعادل أكثر من عطلة واحدة كل شهرين.
اتجاهات ناشئة
كشفت الدراسة أيضاً عن عدد من الاتجاهات الناشئة أو المتزايدة في عالم السفر ومن بينها ما يُعرف بـ“السياحة التراثية” وهي عطلة يقوم بها المسافر خصيصاً لاستكشاف تاريخ عائلته أو التعرّف على جذوره. وقد سبق لأكثر من أربعة من كل عشرة مشاركين أن قاموا بهذا النوع من العطلات (41%). بينما يعتزم 40% آخرون القيام بذلك في العام القادم أو في المستقبل القريب.
وبشكل عام، فإن 81% من المشاركين إمّا قاموا بهذه العطلات مسبقاً أو يخططون لها وتصل هذه النسبة إلى 85% بين الفئة العمرية من 25 إلى 34 عاماً.
أمّا الدافع الرئيسي وراء هذا الاتجاه فهو اعتقاد المسافرين بأهمية “معرفة الأصول العائلية وفهم طبيعة حياة الأجيال السابقة” (و41%).
عطلات المغامرة– تُبرز الدراسة اتجاهاً آخر يُعرف بـ”عطلات المغامرة”، حيث يميل المسافرون خلالها إلى أن يكونوا أكثر جرأة أثناء السفر، ويكونون على استعداد أكبر لتجربة أشياء قد لا يجرؤون على القيام بها في أوطانهم.
فقد قال أكثر من ثمانية من كل عشرة مسافرين إنهم يشعرون بشجاعة أكبر أثناء العطلات (83%). أمّا أبرز ثلاثة مغامرات يجرّبها المسافرون خلال عطلاتهم ولا يجرؤون على تجربتها في بلادهم فهي:
- تسلق مرتفعات عالية: 49%
- أنشطة مليئة بالأدرينالين: مثل التزلق على الأسلاك (zip lining) أو القفز المظلي (skydiving) أو ركوب الألعاب في المدن الترفيهية: 48%
- تذوق أطعمة غير مألوفة: 36%
تعزيز الاتجاهات
ومن المتوقع، حسب الدراسة، أن تترسّخ توجهات كانت قد بدأت في الظهور مؤخراً بشكل أعمق في 2025، لا سيما الاستدامة واستخدام الذكاء الاصطناعي. فقد أشار أكثر من ثمانية من كل عشرة مسافرين (82%) إلى أنهم يراعون الأثر البيئي عند التخطيط لرحلاتهم، متجاوزين بذلك المتوسط العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا البالغ 72%، غير أن 24% فقط من المسافرين يلتزمون بذلك في كل رحلاتهم.
وكشف الاستطلاع أن ثلاثة أرباع المشاركين قد تحقّقوا من معايير الاستدامة في أماكن إقامتهم خلال عطلتهم الأخيرة (71%)، إلا أن 40% فقط قاموا بذلك قبل الحجز – وهي نسبة تتفوّق مع ذلك على متوسط المنطقة البالغ 30%.
أما في مجال تخطيط الرحلات، فيشهد استخدام الذكاء الاصطناعي نمواً متسارعاً مع اقتراب عام 2025، حيث أفاد أكثر من ثلثي المشاركين (61%) باستخدامهم لهذه التقنية في تخطيط رحلاتهم أو البحث عن الأماكن التي يرغبون بزيارتها. وتتجاوز هذه النسبة بوضوح المتوسط العام للمنطقة البالغ 41%.
ما الذي سيكون على رأس قائمة أولويات المسافرين خلال العام 2025؟
تظل “الأساسيات المتميزة” في مقدمة أولويات المسافرين عند اختيار أماكن إقامتهم، حيث تتصدّر النظافة القائمة (95%)، تليها المواقع المميزة (92%) وجودة خدمة العملاء (92%).
ويضع 71% من المسافرين معايير الاستدامة ضمن اعتباراتهم الرئيسية عند اختيار مكان الإقامة، في حين يفضل ما يقرب من نصفهم (49%) أن تكون أماكن الإقامة صديقة للحيوانات الأليفة. كما يؤكّد أكثر من سبعة من كل عشرة مسافرين على أهمية توفير خدمات تلائم المسافرين المنفردين (78%).
وتتمحور الأولويات الرئيسية للمسافرين، وفقاً للتقرير، حول قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة (52%)، يليها الرغبة في “تدليل النفس” (50%). ومع ذلك، يحرص أكثر من أربعة من كل عشرة مسافرين (43%) على العودة من رحلاتهم بصحة أفضل مما كانوا عليه قبل السفر.
الإنفاق الذكي:
تكشف الدراسة أيضاً سعي المسافرين، رغم عزمهم على زيادة رحلاتهم في 2025، للحصول على أفضل قيمة مقابل إنفاقهم، بغض النظر عن ميزانياتهم.
ويُعدّ الحصول على “سعر خاص” العامل الرئيسي الذي يحسم قرار الحجز لدى المسافرين المترددين (57%).
ولا يغفل الكثيرون عن تأثير أسعار الصرف، حيث أكّد ما يقرب من نصف المسافرين (49%) أنهم دائماً ما يراعون هذه النقطة عند التخطيط لرحلاتهم. في المقابل، أعرب 8% عن نيّتهم مراعاة أسعار الصرف خلال 2025، بعد أن كانوا يتجاهلونها في السابق.
كما يلجأ المسافرون إلى خيار السفر خلال الفترات الانتقالية (الأشهر التي تسبق أو تلي مواسم الذروة) كوسيلة ذكية لتقليل التكاليف. وقد أشار ثلاثة أرباع المشاركين (74%) إلى أنهم قاموا بذلك أو يفكرون فيه، حيث يُعد “الحصول على قيمة أفضل” الدافع الرئيسي وراء هذه الخيارات.
وفي تعليقه على نتائج التقرير، قال سانديب واليا، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشرق الأوسط والفنادق الفاخرة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “تكشف نتائج هذا التقرير الشامل عن توجّه قوي نحو السفر في المملكة العربية السعودية، حيث تعتزم الغالبية العظمى من المسافرين إما زيادة رحلاتهم في 2025 أو الحفاظ على معدلاتها مقارنة بالعام السابق. يبشر هذا الإقبال الملحوظ على السفر بمختلف أنماطه – محلياً وإقليمياً ودولياً – بمستقبل واعد للقطاع في العام المقبل.”
وأضاف: “وقد رصد التقرير عدداً من التوجهات البارزة التي ستشكل ملامح السفر في 2025، لعل أبرزها الإقبال المتزايد على رحلات المغامرة والسياحة التراثية، مع توجه واضح نحو الإنفاق الذكي لدى المسافرين بمختلف فئاتهم وميزانياتهم.
ومن اللافت أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد تحول خلال العام الماضي من مجرّد تقنية حديثة إلى أداة أساسية في تخطيط الرحلات في المنطقة، خاصة بين فئة الشباب الذين باتوا يتعاملون معه بتلقائية تامة. كما أصبحت الاستدامة ركيزة أساسية في خيارات السفر وليست مجرّد عنصر إضافي، حيث يوليها المسافرون في السعودية أهمية متزايدة، لا سيما عند اختيار أماكن إقامتهم.”