تستهدف المملكة العربية السعودية تحقيق نسبة 40% من مشاركة النساء في القوى العاملة في المملكة بحلول نهاية هذا العقد، بعد أن تجاوزت بالفعل هدف رؤيتها 2030 البالغ 30%، وفقًا لمسؤول كبير.
قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، خلال الدورة الثامنة لمبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض في 30 أكتوبر/تشرين الأول، إن 45% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة ترأسها نساء.
ويعد تعزيز دور المرأة في القوى العاملة في المملكة وسد الفجوة بين الجنسين أحد الأهداف الرئيسية المحددة في برنامج رؤية المملكة 2030 للتنويع الاقتصادي.
ولتعزيز هذه الخطة، نظمت المملكة العربية السعودية أيضًا قمة هيريزون في 28 أكتوبر تحت شعار “الاستثمار في المرأة”، حيث ناقش الخبراء سبل جعل الإناث قوة هائلة في قطاع العمل العالمي.
وأضافت الجدعان: “بعد أن كانت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة 17% تقريبًا عندما بدأنا رؤية 2030، وصلنا الآن إلى 35%. وكان هدفنا لعام 2030 هو 30%”.
وأضاف: “إذا نظرنا إلى مشاركة المرأة اليوم، ليس فقط كموظفات بل وأيضاً كرائدات أعمال، فهي مهمة. لقد ضاعفنا عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في السنوات السبع الماضية. والأمر المثير للاهتمام هو أن 45 في المائة من هذه الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم تقودها نساء”.
وبحسب الجدعان، فإن ارتفاع مشاركة المرأة في القوى العاملة يظهر في مجالات مختلفة، بما في ذلك الاستهلاك ودخل الأسرة.
وقالت الجدعان: “نستهدف الآن مشاركة القوى العاملة النسائية في القوى العاملة إلى أكثر من 35 في المائة أو حوالي 40 في المائة بحلول عام 2030. وأعتقد أننا سنكون قادرين على تحقيق ذلك”.
وأضاف أن المرأة في السعودية أصبحت أيضاً قادرة على إثبات حضورها في قطاعات جديدة مثل السياحة.
وخلال قمة هيريزون الأخيرة، كررت الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، آراء مماثلة، مؤكدة أن رؤية 2030 أعادت تشكيل حياة النساء في البلاد، حيث ساعدت الإصلاحات التنظيمية الإناث على السعي للحصول على المزيد من الفرص في القطاعين العام والخاص.
تقدم رؤية 2030
كما استعرض الجدعان خلال الكلمة التقدم المحرز في رؤية المملكة 2030، وأكد أن برنامج التنويع الاقتصادي الحكومي بدأ يؤتي ثماره.
وقال وزير المالية السعودي: “يمثل الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في المملكة العربية السعودية الآن 52 في المائة من اقتصادنا. وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لدولة مثل المملكة العربية السعودية. ويبلغ معدل البطالة بين المواطنين السعوديين الآن 7.1 في المائة. ولدينا هدف بنسبة 7 في المائة في عام 2030، ونحن على وشك تحقيق هذا الهدف”.
وأضاف الجدعان أن نحو 87% من أهداف رؤية المملكة 2030 إما تم تحقيقها أو في طريقها إلى التنفيذ، وتعمل الدولة حالياً على تحقيق الـ13% المتبقية.
وأضاف وزير المالية أن الحكومة تسعى لتحقيق أهداف رؤية 2030 دون الضغط على اقتصاد المملكة وضمان الاستقرار.
وقال الجدعان “نحاول التأكد من أن خططنا متزامنة إلى حد كبير. نريد التأكد من عدم تعرضنا لقدر كبير من التسرب من الاقتصاد”.
وأضاف: “إذا قمت بالكثير في نفس الوقت ولم تسمح للاقتصاد بالنمو معك، فقد يكون لديك في الواقع قدر كبير من التسرب من إنفاقك من خلال الاستيراد بدلاً من التصنيع الفعلي في البلاد. نحن نراقب ذلك ونعيد معايرة خططنا، وقد نجحنا بالفعل حتى الآن”.
وأكد الجدعان أن التدفقات الاستثمارية إلى السعودية تظل صامدة رغم التوترات الجيوسياسية، حيث توفر المملكة بيئة آمنة ومستقرة لرجال الأعمال.
وقال وزير المالية السعودي: “إن المستثمرين يستثمرون في السعودية رغم كل التوترات الجيوسياسية، لأن السعودية تلعب دورًا مهمًا للغاية باعتبارها ركيزة الاستقرار. وما يريده المستثمرون هو الاستقرار. وما يريده المستثمرون هو أن يكونوا جزءًا من التحول الوطني الذي يحدث في بلد كبير مثل المملكة العربية السعودية، وهي أكبر دولة في المنطقة”.
ورغم هذه النظرة القوية، أشار الجدعان أيضًا إلى بعض التحديات التي تواجهها المملكة العربية السعودية في رحلتها نحو تحقيق رؤيتها 2030، بما في ذلك نقص الموارد البشرية.
وقال “نحن في الواقع لا نتجنب التحديات. التحديات المتعلقة بالموارد البشرية والقدرة على التنفيذ. ونريد التأكد من أننا نعمل على زيادة القدرة على التنفيذ. نريد التأكد من أننا لا نتسبب في تفاقم الاقتصاد”.
التوقعات العالمية
وقال الجدعان خلال المحاضرة إن الاقتصاد العالمي لا يزال يواجه عقبات رغم الهبوط الهادئ المتوقع مع سيطرة معدلات التضخم.
وأكد أيضا أن التعاون الدولي والتعددية ضروريان لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية في وقت يواجه فيه العالم التوترات الجيوسياسية والحروب.
وقال الجدعان “هناك دول تعاني. الديون السيادية تشكل تحديًا خطيرًا نناقشه على نطاق واسع على مستوى العالم. إن التفتت يزداد خطورة. وفي ظل الظروف الحالية من عدم اليقين الجيوسياسي الخطير، نحتاج إلى بناء الجسور بدلاً من حرقها حقًا”.
وأضاف: “إن المجتمعات العالمية بحاجة إلى التكاتف. فهناك تحديات خطيرة في جميع أنحاء العالم لا يمكن حلها من قبل دولة واحدة بمفردها. لذلك، فإن النهج التعاوني ضروري. ورغم وجود التحديات، إلا أن المجتمع العالمي لا يزال يشعر بأهمية التعددية”.
وأضاف الوزير أن المملكة العربية السعودية تلعب دوراً مهماً للغاية باعتبارها ركيزة الاستقرار العالمي، وأصبحت حاملة شعلة الإصلاحات الاقتصادية في الشرق الأوسط.
وأضاف “نحاول أن نضمن أن نكون قدوة للمنطقة. وأن ترى دول المنطقة ما نقوم به ونركز على شعبنا واقتصادنا، ونأمل أن نوجه لها دعوة للقيام بنفس الشيء”