بقلم : وجيه باي يوي إعلامي صيني
على مدى 70 عامًا، من المبادئ الخمسة للتعايش السلمي إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، شهدت الدبلوماسية الصينية تطورًا متجددًا وترسخًا مستمرًا في إطار الابتكار. خلال العقد الماضي، دخلت الدبلوماسية الصينية المتميزة كدولة كبيرة مرحلة جديدة وأكثر فاعلية.
وستركز الصين جهودها حول دفع بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية كخط رئيسي، بما يخدم بشكل كامل مسار التحديث الصيني، ويؤسس لآفاق جديدة في الدبلوماسية الصينية المتميزة كدولة كبيرة.
الحكمة الشرقية، تتجدد مع الزمن
قبل 70 عامًا، طرح رئيس الوزراء الصيني الأسبق تشو إن لاي لأول مرة المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وهي ” الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، والمساواة، والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي”.
وفي ظل التغيرات الدولية على مدى أطول من نصف قرن، لعبت هذه المبادئ الخمسة دوراً هاماً في إرشاد الدول المختلفة في تطوير العلاقات بين بعضها البعض، فوجدت قبولاً لعدد كبير من دول العالم، بما يصبح المبدأ الاساسي للمجتمع الدولي في معالجة العلاقات بين الدول وتسوية النزاعات الدولية.
في الوقت الحالي، تتسارع التغيرات العالمية الكبيرة، وتشهد التحولات العالمية والتغيرات الزمنية والتحولات التاريخية تطورات بطرق غير مسبوقة، حيث دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتغيير.
اذ تتكرر الصراعات بين فلسطين وإسرائيل، وتتعرض غزة للدمار، وخلف كل هذه الفوضى تكمن أيدي الهيمنة. وتسعى بعض القوى الكبرى للحفاظ على هيمنتها من خلال اتباع سياسات أحادية ونهج سياسي قوي، وتكثيف التوترات الأيديولوجية، مما يشكل انحرافًا خطيرًا عن الاتجاه العام للتقدم البشري ولا يتوافق مع الاتجاه العام للمصير المشترك للمجتمع الدولي.
وفي المقابل، تلتزم الصين دائمًا بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتحافظ بحزم على النظام الدولي القائم على الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي.
تعمل الصين مع الدول العربية على دفع بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، حيث نجحت الصين في التوسط لتحقيق المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران، مما شكل نموذجًا جديدًا لحل القضايا الساخنة سياسيًا.
وفي قضية فلسطين وإسرائيل، تسعى الصين بنشاط للتوسط وتعزيز الحوار، وزيادة المساعدات الإنسانية، ودفع مجلس الأمن الدولي إلى تبني أول قرار منذ بدء الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما أصدرت الصين في العديد من المناسبات الدبلوماسية ” موقف الصين من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” و”البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية”.
اجمالا تلعب الصين دورًا كبيرًا في الحفاظ على السلام والتنمية، وتضفي على العالم المتغير المضطرب الاستقرار واليقين والطاقة الإيجابية.الإرث الروحي، والابتكار والارتقاء على مدى العقد الماضي
تواصل الدبلوماسية الصينية الإجابة على قضية العصر المتمثلة في “أي نوع من العالم نريد بناءه وكيف نبنيه”. وقد تم إدراج مفهوم “مجتمع المصير المشترك للبشرية” في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة سبع سنوات متتالية،
كما تم تضمينه في قرارات أو إعلانات العديد من الآليات متعددة الأطراف مثل منظمة شانغهاي للتعاون ودول البريكس، وحظي بترحيب عالمي. من خلال التوسط بين السعودية وإيران، والتوسط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تقف الصين إلى جانب العدالة والإنصاف وإلى جانب التاريخ الصحيح، مما يوسع من دائرة “الأصدقاء” ويعزز تأثيرها الدولي.
وفي عام 2022، عُقدت أول قمة بين الصين والدول العربية في العاصمة السعودية الرياض، واعتبرت شخصيات من الأوساط المختلفة في الدول العربية أن هذه القمة تحمل أهمية تاريخية لعلاقات الصين العربية، مما يضفي زخماً جديداً لبناء مجتمع المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.
وبالتأكيد، ستستغل الصين والدول العربية هذه الفرصة لتعزيز الصداقة التقليدية، وتعميق التعاون في مختلف المجالات، وتعزيز التبادل الحضاري، بما يعود بالنفع على الشعبين الصيني والعربي ويحفز وحدة وتعاون دول العالم كافة، من أجل تعزيز السلام والتنمية في العالم.
الدبلوماسية الصينية المتميز كتابة فصل جديد
اعتباراً من 1 يناير 2024، أصبحت الدول العربية، بما فيها مصر والإمارات العربية المتحدة، أعضاءً جددا في آلية البريكس، مما يعزز من قوة “التعاون الموسع ضمن مجموعة البريكس”. وستواصل الصين توحيد جهودها مع الدول النامية لتعزيز الأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، والالتزام بالمعايير الأساسية للعلاقات الدولية المعترف بها عالمياً، وتطبيق التعددية الحقيقية.
ستعمل الصين بثبات على تعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وزيادة تمثيل وحق كلام دول الأسواق الناشئة والدول النامية، وضمان المساواة في الحقوق والقواعد والفرص لجميع الدول. عندما تُحل هذه القضايا بشكل جيد، سيصبح من المرجح أن يشهد العالم آفاقاً جديدة للسلام والتنمية.
ازدهار العالم يعزز ازدهار الصين، وازدهار الصين يعود بالنفع على العالم. ستسهم الصين بشكل أكبر في تحسين الحوكمة العالمية والحفاظ على السلام والتنمية العالميين. ولا شك أن الصين الأكثر فاعلية تشكل فرصة إيجابية للعالم.
بقلم : باي يوي إعلامي صيني
اقرأ ايضا الاعلامي الصيني باي يوي يكتب: الالتزام بالمنفعة المتبادلة والشمولية وتوسيع الانفتاح العالي المستوى