بمبادرة مشتركة من حكومة جمهورية طاجيكستان ومنظمة التعاون الإسلامي، عُقد في الفترة من 12 إلى 13 سبتمبر 2024، مؤتمر دولي تحت عنوان “دور العلماء والمفكرين الطاجيك في تنمية الثقافة والحضارة الإسلامية” في مدينة دوشنبه.
وثمن المشاركون في المؤتمر الدور والمساهمة المؤثرة لحكومة جمهورية طاجيكستان بقيادة زعيمها السيد إمام علي رحمان في مسير حماية القيم السامية للثقافة الإسلامية وتعزيز الوحدة والتضامن في العالم الإسلامي.
و في جلسات منفصلة للمؤتمر تم التأكيد على أهمية الخدمات الجليلة للعلماء الكبار مثل الإمام البخاري، والإمام الترمذي، والإمام أبو حنيفة، والإمام الغزالي، وأبو علي ابن سينا، ومولانا جلال الدين البلخي، وأبو ريحان البيروني، والخوارزمي، والفارابي وغيرهم من عباقرة العلم والمعرفة في أراض ما وراء النهر وخراسان وتأثيرهم الدائم في تطوير وتعزيز الأفكار الإبداعية والثقافة الإسلامية النقية في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا الصدد، تم تقييم الأعمال العلمية لعظماء هذه المنطقة التي هي جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، والتي مبناها الأهداف والقيم الإسلامية السامية، والإنسانية، والعدل، والعلم والمعرفة، والنقاء وحسن النية كمصدر للعلم والمعرفة لأجيال الحاضر والمستقبل في البلدان الإسلامية.
و كذلك تم التأكيد على مساهمة علماء وعظماء خراسان وماوراء النهر ليس فقط في تطوير العلوم الدينية، مثل العقيدة والفقه والتفسير والحديث،
ولكن أيضًا في تكوين وتقدم العلوم الدنيوية والدقيقة، مثل الطب والهندسة والرياضيات والعلوم الطبيعية وعلم النجوم وما إلى ذلك في عملية ترسيخ أسس حضارة وثقافة العالم الإسلامي.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن التقدير والثناء للعلماء الطاجيك وآسيا الوسطى البارزين ورواد العلوم والمعرفة الإسلامية وعلماء وأئمة هذه المنطقة الشاسعة والمتحضرة هو جزء من الجهود المشتركة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الموجهة للتعريف بالصورة الأصيلة والحقيقية للدين الإسلامي والثقافة الإسلامية الغنية.
و خلال جلسات منفصلة للمؤتمر، بالإضافة إلى التقييم العلمي والتاريخي لآثار ومساهمات العلماء والمفكرين الطاجيك في تطوير الحضارة الإسلامية،
تم كذلك إظهار اهتمام خاص بالقضايا الحيوية والاحتياجات الثقافية والاجتماعية لدول العالم الإسلامي وتعزيز الدور البناء للقيم العليا للثقافة الإسلامية في ضمان السلام والاستقرار،
وتعايش الأمم في مجتمعات متعددة الثقافات، وبناء جسور مستدامة لحوار الأديان والعلاقات الثقافية والإنسانية والتسامح في جميع أنحاء العالم.
كما أعرب المشاركون عن الأمل في أن تساهم نتائج هذا المؤتمر الدولي في خلق فضاء ثقافي مشترك ضمن أسرة منظمة التعاون الإسلامي الكبرى، ومجال لتبادل الأفكار القيمة وتطوير التعاون المثمر بين الدول.
وفي الختام أعرب المشاركون في المؤتمر عن شكرهم و امتنانهم لفخامة رئيس جمهورية طاجيكستان السيد إمام علي رحمان وحكومة طاجيكستان ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع المشاركين الذين قدموا مساهمة كبيرة وقيمة في تنظيم هذا الحدث العلمي و الثقافي.
وأعربوا بالإجماع عن ثقتهم بأن مثل هذه الجهود ستحظى بالترحيب في الدول الإسلامية الأخرى وستكون مؤثرة و فعالة في تنفيذ الأهداف والتطلعات النبيلة لمنظمة التعاون الإسلامي.